الجمعة، فبراير 12، 2010

قصيدة الحرية

وصلتني عن طريق صديق ولم أعرف الكاتب
---------------------------------
أخبرنا أستاذي يوما عن شيء يدعى الحرية

فسألت الأستاذ بلطف أن يتكلم بالعربية

ما هذا اللفظ وما تعنيه وأية شيء حرية

هل هي مصطلح يوناني عن بعض الحقب الزمنية

أم أشياء نستوردها أو مصنوعات وطنية

فأجاب معلمنا حزنا وانساب الدمع بعفوية

قد أنسوكم كل التاريخ وكل القيم العلوية

أسفي أن تخرج أجيال لا تفهم معنى الحرية

لا تملك سيفا أو قلما لا تحمل فكرا وهوية

وعلمت بموت مدرسنا في الزنزانات الفردية

فنذرت لئن أحياني الله وكانت بالعمر بقية

لأجوبُ الأرض بأكملها بحثا عن معنى الحرية

وقصدت نوادي أمتنا أسألهم أين الحرية

فتواروا عن بصري هلعا وكأن قنابل ذرية

ستفجَّر فوق رؤوسهمُ وتبيد جميع البشرية



وأتى رجل يسعى وجلا وحكى همسا وبسرية

لا تسأل عن هذا أبدا أحرف كلماتك شوكية

هذا رجس هذا شرك في دين دعاة الوطنية

ارحل فتراب مدينتنا يحوى أذانا مخفية

تسمع ما لا يحكى أبدا وترى قصصا بوليسية

ويكون المجرم حضرتكم والخائن حامي الشرعية

ويلفق حولك تدبير لإطاحة نظم ثورية

وببيع روابي بلدتنا يوم الحرب التحريرية

وبأشياءٍ لا تعرفها وخياناتٍ للقومية

وتساق إلى ساحات الموت عميلا للصهيونية

واختتم النصح بقولته وبلهجته التحذيرية

لم أسمع شيئا لم أركم ، ما كنا نذكر حرية

هل تفهم؟ عندي أطفالٌ كفراخ الطير البرية
وذهبت إلى شيخ الإفتاء لأسأله ما الحرية

فتنحنح يصلح جبته وأدار أداة مخفية

وتأمل في نظارته ورمى بلحاظ صُفرٍ نارية

واعتدل الشيخ بجلسته وهذى باللغة الغجرية

اسمع يا ولدي معناها وافهم أشكال الحرية

ما يمنح مولانا يوما بقرارات جمهورية

أو تأتي مكرمة عليا في خطب العرش الملكية

والسير بضوء فتاوانا والأحكام القانونية

ليست حقا ليست ملكا فأصول الأمر عبودية

وكلامك فيه مغالطة وبه رائحة كفرية

هل تحمل فكرَ أزارقة؟ أم تنحو نحَو حَرورية

يبدو لي أنك موتور لا تفهم معنى الشرعية

واحذر من أن تـُعمل عقلا بالأفكار الشيطانية

واسمع إذ يلقي مولانا خطبا كبرى تاريخية

هي نور الدرب ومنهجه وهي الأهداف الشعبية

ما عرف الباطل في قولٍ أو فعل أو في نظرية

من خالف مولانا سفها فنهايته مأساوية

لو يأخذ مالك أجمعه أو يسبي كل الذرية

أو يجلد ظهرك تسلية وهوايات ترفيهية

أو يصلبنا ويقدمنا قربانا للماسونية

فله ما أبقى أو أعطى لا يسأل عن أي قضية

ذات السلطان مقدسة فيها نفحات علوية

قد قرر هذا يا ولدي في فقرات دستورية

لا تصغي يوما يا ولدي لجماعات إرهابية

لا علم لديهم لا فهما لقضايا العصر الفقهية

يفتون كما أفتى قوم من سبع قرون زمنية

تبعوا أقوال أئمتهم من أحمد لابن الجوزية

أغرى فيهم بل ضللهم سيدهم وابن التيمية

ونسوا أن الدنيا تجري لا تبقى فيها الرجعية

والفقه يدور مع الأزمان كمجموعتنا الشمسية

وزمان القوم مليكهم فله منا ألف تحية

وكلامك معَنا يا ولدي أسمى درجات الحرية

فخرجت وعندي غثيان وصداع الحمى التيفية

وسألت النفس أشيخ هو؟ أم من أتباع البوذية؟

أو سيخيٌّ أو وثنيٌّ من بعض الملل الهندية

أو قس يلبس صلبانا أم من أبناء يهودية

ونظرت ورائي كي أقرأ لافتة الدار المحمية

كـُتبت بحروف بارزة وبألوان فسفورية

هيئات الفتوى والعُلـَما وشيوخِ النظم الأرضية

من مملكةٍ ودويلاتٍ وحكوماتٍ جمهورية

هل نحن نعيش زمانَ التيه وذلَّ نكوص ودنية

تـُهنا لما ما جاهدنا ونسينا طعم الحرية

وتركنا طريق رسول الله لسنن الأمم السبأية

قلنا لما أن نادَونا لجهاد النظم الكفرية

روحوا أنتم سنظل هنا مع كل المتع الأرضية

فأتانا عقابُ تخلـٌّفـِنا وفقاً للسنن الكونية

ووصلت إلى بلـَد السكسونِ لأسألهم عن حرية

فأجابوني: "سوريْ سوريْ نو حرية ، نو حرية"

من أدراهم أني سوري ألأني أطلب حرية؟!

وسألت المغتربين وقد أفزعني فقد الحرية

هل منكم أحد يعرفها أو يعرف وصفا ومزية

فأجاب القوم بآهات أيقظـْتَ هموما منسية

لو ذقناها ما هاجرنا وتركنا الشمس الشرقية

بل طالعنا معلومات في المخطوطات الأثرية

أن الحرية أزهار ولها رائحة عطرية

كانت تنمو بمدينتنا وتفوح على الإنسانية

ترك الحراس رعايتها فرَعتـْها الحمرُ الوحشية

وسألت أديبا من بلدي هل تعرف معنى الحرية

فأجاب بآهات حرى لا تسألـْنا ؛ نحن رعية

وذهبت إلى صناع الرأي وأهل الصحف الدورية

ووكالاتٍ وإذاعاتٍ ومحطاتٍ تلفازية

وظننت بأني لن أَعْدَم من يفهم معنى الحرية

فإذا بالهَرج قد استعلى وأقيمت سوق الحرية

وخطيبٍ طالـَبَ في " شمم" أن تلغى القيم الدينية

وبمنع تداول أسماءٍ ومفاهيمٍ إسلامية

وإباحة فجر وقمارٍ وفعالِ الأمم اللوطية


وتلاه امرأة مفزعة كسنام الإبل البختية

وبصوتٍ يقصف هدارٍ بقنابلها العنقودية

إن الحرية أن تـُشبـِع نارَ الرغبات الجنسية

الحرية فعلُ سحاق ترعاه النظم الدولية

هي حقُّ الإجهاض عموما وإبادةُ قيم خـُلـُقية

كي لا ينمو الإسلام ولا تأتي قنبلة بشرية

هي خمر يجري وسفاحٌ ونوادي الرقص الليلية

وأتى سيدهم مختتما نادي أبطال الحرية

وتلا ما جاء الأمر به من دار الحِكـَم المحمية

أمر السلطان ومجلسه بقرارات تشريعية

تقضي أن يُقتل مليونٌ وإبادةَ مدنِ الرجعية

فليحفظ ربي مولانا ويديم ظلال الحرية

فبمولانا وبحكمته ستصان حياض الحرية

وهنالك أمر ملكي وبضوء الفتوى الشرعية

يحمي الحرية من قوم راموا قتلا للحرية

ويوجِه بنيانَ سجون في الصحراء الإقليمية


وبأن يستورد خبراء في ضبط خصوم الحرية

تـُلغي في الدين سياسته ، وسياستنا لا دينية

ولـْيُسجن من كان يعادي قيم الدنيا العلمانية

أو قتلا يقطع دابرهم ويبيد الزمر السلفية

حتى لا تبقى أطياف لجماعات إسلامية

وكلام السيد راعينا هو عمدتنا الدستورية

فوق القانون وفوق الحكم وفوق الفتوى الشرعية

لا حرية فعْلٍ ، قولٍ لجميع دعاة الرجعية

لا حرية تُعطـَى أبدا لعدو بلاد الحرية

ناديت أيا أهل الإعلام أهذا معنى الحرية؟

فأجابوني باستهزاء وبصيحات هستيرية

الظن بأنك رجعي أو من أعداء الحرية

وانشق الباب وداهمني رهط بثياب الجندية

هذا لكـْماً هذا رَكـْلا ، ذيـّاك بأخمص روسية

اخرُجْ ، خـَبّرْ من تعرفهم من أعداء للحرية

وذهبت بحالة إسعاف للمستشفى التنصيرية


وأتت نحوي تمشي دلعا كطيور الحجل البرية

تسأل في صوت مغناج هل أنت جريح الحرية

إن تطلبها فالبس هذا ، واسعد بنعيم الحرية

يا ويلك ، ماذا تعطيني ؟ أصليب يمنح حرية

يا وكر الشرك ومصنَعه في أمتنا الإسلامية

فخرجت وجرحي مفتوح لأتابع أمر الحرية

وقصدت منظمة للأمم ، لجانَ العمل الدولية

وسألت مجالس أمتهم والهيئات الإنسانية

أميثاقـُكم يعني شيئا بحقوق البشر الفطرية

أو أنّ هناك قراراتٍ عن حَدّ وشكل الحرية

قالوا الحرية أشكال ولها أسس تفصيلية

حَسَب البلدان وحَسَب الدين وحَسْبَ أساس الجنسية

والتعديلات بأكملها والمعتقدات الحالية

ديني الإسلام وكذا وطني وولدت بأرض عربية

حريتكم حددناها بثلاث بنود أصلية

فوق الخازوق لكم عَـلم والحفلُ بيوم الحرية

ونشيدٌ يُظهر أنكمُ أنهيتم شكل التبعية

ووقفت بمحراب التاريخ لأسأله ما الحرية

فأجاب بصوت مهدود يشكو أشكال الهمجية

إن الحرية أن تحيا عبدا لله بكلية

وفق القرآن ووفق الشرع ووفق السنن النبوية

لا حسب قوانين طغاة أو للتشريعات الأرضية

وضعت كي تحمي ظُلاّما وتعيدَ القيم الوثنية

الحرية ليست وثنا يغسل في الذكرى المئوية

ليست فحشا ليست فجرا أو أزياء باريسية

والحرية لا تعطيهِ هيئات الكفر الأممية

ومحافلُ شرك وخداعٍ من تصميم الماسونية

هم سرقوها ، لن يُعطوها؟ هذا جهل بالحرية

الحرية لا تـُستجدى من سوق النقد الدولية

والحرية لا تمنحها هيئات البر الخيرية

الحرية نبت ينمو بدماء حمر، وزكية

تـُؤخذ قسرا تـَبنى صرحا تـُرعى بجهاد وحمية

تعلو بسهام ورماح ورجال عشقوا الحرية

اسمع ما أملي يا ولدي وابذلْه لكل البشرية

إن تغفل عن سيفك يوما فانس نداءات الحرية

فغيابك عن يوم لقاء هو نصر للطاغوتية

والخوف لضيعة أموال أو أملاك أو ذرية

طعن يفري كبد الحرّ ويحرق قلب الحرية

إلا إن خانوا أو لانوا وأحبوا المتع الأرضية

يرضون بمكس الذل ولم يعطوا مهرا للحرية

لن يرفع فرعون رأسا إن كانت بالشعب بقية

فجيوش الطاغوت الكبرى في وأد وقتل الحرية

من صنع شعوب غافلة سمحت ببروز الهمجية

حادت عن منهج خالقها لمناهج حكم وضعية

واتـّبعتْ شرعة إبليس ، فكساها ذلا ودنية

فقوى الطاغوت يساويها وجل تحيا فيه رعية

لن يُجمع في قلب أبدا إيمانٌ مع جبن طوية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أشكرك على المشاركة ,سيتم نشر التعليق بعد تدقيق مضمونه .
(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)