الأحد، فبراير 13، 2011

خطبة الجمعة والدور المأمول


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين الذي أرسله الله رحمة للعالمين ومعلما للناس وهاديا إلى الصراط المستقيم .

كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبر واحد ، مصنوع من الخشب، ليس فيه براعة النقش ولا روعة الفن، دعا الأمة منه , فلبت الدنيا واستجاب العالم وتغير وجه الأرض .. أما اليوم ، فإن الأمة تملك ملايين المنابر في أنحاء المعمورة ، أكثرها مزخرف منقوش ، مزود بأحدث المكبرات , ورغم ذلك كله فإن أثر هذه المنابر محدود إلا ما رحم الله !!

لماذا ؟

الجواب : فتش عن فارس المنبر!!!

للمسجد قداسته، ولخطبة الجمعة دورها الإصلاحي، وللخطيب جلاله ووقاره الذي يفرض على المصلين الإنصات إلى كلماته التي هي في النهاية معالجة لأمور الدين والدنيا.

وسيظل منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم رمزا لكل دعوة للخير , نهيا عما سواه , وستظل الدعوة المباشرة وجها لوجه هي الأكثر تأثيرا من بين الوسائل , لأنها تستخدم دون وسيلة أو واسطة .

كل ذلك يجعلنا جميعا مسؤولين عن بيان أهمية خطبة الجمعة وآدابها وشروطها ومواصفاتها لتكون ذا تأثير إيجابي في حياة المسلمين , ولا تقل أهمية الخطيب عن أهمية الخطبة فكلاهما جناحان بدون أحدهما لايمكن التحليق .

وأهمَّ ما يميز صلاةَ الجمعة عن غيرها من بقية الصلوات طوال الأسبوع كونها بمثابة مؤتمرٍ دوري من المفروض أن يشارك فيه المسلمون استجابةً لأمر الله تعالى حيث يقول جحل شأنه:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ الجمعة 9- 10

ولأهمية صلاة الجمعة وخطبتها وضع الإسلام مجموعة من التعليمات والتوجيهات التي تخص الخطيب والمصلين ولست بصدد التطرق لتلك التعليمات بالتفصيل بقدر ما سأبينه من عظمة وأهمية لمنبر الجمعة :

لمنبر الجمعة أهمية عظيمة في حياة المسلم , ففي كل يوم جمعة تهفو النفوس للمسجد لسماع الخطبة , وتشرئب الأعناق باتجاه المنبر , وتحدق الأنظار بالخطيب والأسماع تصغي لما يقوله , رجاء تحصيل الزاد الذي يقوي العزيمة , ويجدد الإيمان ويزيده.

وتكمن أهمية منبر الجمعة من خلال الأمور التالية:

1- فهي تتكرر مرة كل أسبوع ,كونها مناسبة مناسبة لعرض الخطيب للأمور التي تهم المصلين .

-1-

(روى الإمام شمس الدين الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء . أن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان . سئل عن سبب سرعة الشيب عنده .فقال : وكيف لا , وأنا أعرض عقلي على الناس في كل جمعة).

2- خطبة الجمعة أمانة ومسؤولية , فالخطباء يحملون أمانة ومسوؤلية نحو الدعوة والتوجيه والتوعية والتربية , وبقدر ما يهتم الخطيب بخطبة الجمعة من حيث الموضوع والمضمون وأصول الخطابة بقدر ما تكون خطبته ناجحة ومؤثرة.

(يقول الدكتور كارنيجي في كتابه فن الخطابة : حدد موضوعك مسبقا حتى يتسنى لك الوقت للتفكير به طيلة سبعة أيام , واحلم به طيلة سبعة ليال , فكر به أثناء خلودك إلى الراحة , وفي الصباح ,وفي طريقك إلى المدينة , أو بينما تنتظر المصعد , وعندما تكوي الثياب , أوحين تطهو الطعام , وناقشه مع أصدقائك , واجعله موضوع حديثك , واسأل نفسك جميع الأسئلة الممكنة التي تتعلق به).

3- إن خطبة الجمعة يجب أن تلامس واقع الناس , فبقدر ما يحتاج الناس للتذكير بأمور العقيدة والدين وما بعد الموت ,فهم بحاجة ماسة لمن يتطرق لهمومهم وواقع حياتهم.

4- وتزداد أهمية منبر الجمعة , مع ازدياد هذا الكم الضخم من وسائل الإعلام التي غزت بيوتنا وعقولنا , مما يتطلب أن يكون منبر الجمعة وسيلة للتحصين والمناعة.

5- خطبة الجمعة دعوة إلى الله , وبما أن الخطبة عبارة عن كلام يتم إيصاله للناس , فما يزال للكلمة الأثر الكبير في الدعوة إلى الله تعالى , ومايزال للكلمة دور فاعل في عملية التغيير والإصلاح.

فمن على منبر الجمعة تطرح قضايا : العقيدة , أحكام الشريعة , معالجة المشاكل , هموم الناس , الإهتمام بقضايا المسلمين , وشحنت النفوس للجهاد في سبيل الله للدفاع عن دين الله , لذلك لابد من حكمة ووعي وثقافة ومعرفة وعلم بما يطرح على المنبر.

6- خطبة الجمعة شعيرة خالدة ومعلما بارزا في حياة المسلمين , وفي أحلك الظروف بقي منبر الجمعة صامدا بوجه كل التحديات يصدع كل أسبوع بكلمة الحق.

كما لايمكن لنا أن نهمل الحديث عن المعاني الغائبة عن خطبة الجمعة وسبب الغياب هو التساهل من قبل بعض الخطباء الذين يقفون على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ليسوا أهلا لتلك الوقفة ولكن ظروف ما فرضتهم على الناس فرضا وبدون رضا الناس واختيارهم .

وهذه المعاني الغائبة :

1- يجب ان تكون خطبة الجمعة بمثابة مؤتمر أسبوعي للمسلمين , يطرح فيه الخطيب ما يهمهم من أمور دينهم ودنياهم , لكن الواقع يقول أنها اصبحت عمل روتيني تقليدي.

فالإسلام ليس دين طقوس وشعائرجامدة لا حياة فيها , لقد كان صلى الله عليه وسلم ومن بعده الخلفاء يناقشون هموم الناس

وقضاياهم من على منبر الجمعة.



-2-

2- يلاحظ الأثر السلبي الذي يتركه بعض الخطباء , وتجد ذلك واضحا بعد انتهاء الخطبة حيث تسمع النقد للخطيب , وطبعا أسباب النقد كثيرة , منها يتعلق بمضمون وموضوع الخطبة , ومنها يتعلق بأسلوب الخطيب , ومنها يتعلق بالأخطاء باللغة العربية ,ومنها ما يتعلق بالأخطاء في تلاوة بعض آيات القرآن الكريم , ومنها يتعلق بالإطالة من غير فائدة , ومنها يتعلق بتكرارالأفكار , وخطب هذا مستواها لاتقيم أمة ولا تصلح مجتمع , وتنفر الناس من المساجد .

3- إهمال المشاكل الإجتماعية والإقتصادية والسياسية التي تفرض نفسها على الواقع , والتركيز فقط على الجانب التعبدي والعقدي رغم أهميتهما ,فالإسلام دين شامل لكل جوانب الحياة ولا يجوز بأي حال تبعيضه وتجزيئه والتركيز على جانب وإهمال الجوانب الأخرى.

وعندما نتكلم عن طرح الأمور السياسية فلا نقصد الدخول بالتفاصيل التي تؤدي للاختلاف , بل يتم طرح واقع المسلمين بمبادئ عامة ليرتبط الناس دائما بقضايا الأمة.

4- عدم مراعاة مستوى الناس وطبائعهم وعاداتهم , وطبيعة المجتمع والبيئة المحيطة

(من حكم أفلاطون أنه قال : لكل أمر حقيقة , ولكل زمان طريقة , ولكل إنسان خليقة , فالتمس من الأمور حقائقها

وأجر الأزمنة على طرائقها , وعامل الناس على خلائقها).

5- الغوص في الجزئيات والفروع والمتشابهات, وقلما يتحدثون عن الأصول والقواعد والمحكمات , وينتج عن ذلك الغوص ثقافة عامة في المسجد تتحدث فقط عن الخلافات الفرعية والتركيز على الجزئيات , فيكون ذلك الخطيب هو المسبب للمناكفات والسجال والجدال الذي لاطائل منه .

6- فقدان التوازن في طرح المواضيع أو الموضوع الواحد , فيجب طرح الخطبة من كافة النواحي وعدم التركيز على جانب معين,بل نجد بعض الخطباء وفي الخطبة الواحدة يطرحون أكثر من موضوع لايربط بينهما أي رابط , فيجعلون السامع يعيش حالة من التيه , ولايدري أحد مالذي يريد الخطيب أن يوصله للمصلين .

بعض الخطباء يشتكون من عدم تجاوب الناس مع الخطبة سواء في وقتها أو في وقت لاحق , سؤال من حق كل خطيب أن يطرحه , ولكن بالمقابل من حق الناس أن ينتقدوا هذا الخطيب أو ذاك خاصة عندما يكون الخطيب ليس أهلا للوقوف على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وبالتالي، فإنه من المؤكَّد أن الإنصات والانتباه للخطبة لن يتحقق من المأمومين، إلا إذا كان الإمامُ وما يلقيه يستحقَّانِ ذلك، وإلا كان في الالتزام بهما مشقةٌ نفسية حقيقية، يغيب عنها الرضا بما يقال وبمن يقول، وهو ما يرفضه أيضًا الإسلامُ ولا يقبله لأتباعه, إذ ستتحول الخطبة في حال عدم توفر الشروط الواجبة في الخطيب والخطبة إلى معاناة لا جدوى من ورائها.

والحقيقة المؤسفة أن ذلك النمطَ من الخطب والخطباء من غير المدركين لأهمية الخطبة وطبيعتها أصبح هو النمطَ السائد في الكثير من المساجد والمصليات، المنتشرة في العديد المساجد والمصليات في الغرب ، وهو ما كان سببًا رئيسًا في أن تتحول خطبة الجمعة في مِثل هذه المساجدِ من فاعلية إسلامية مهمة، باعتبارها أبرز قنوات الاتصال في الإسلام، وأكثرها التزامًا بما ورد في القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم إلى شيء ثقيل على القلب، يذهب إليه المسلمون ليس إلا من باب تأدية الواجب الاضطراري، دون الشعور بالسعادة الواجبة في مثل هذه المناسبات.

-3-

ولعل ما أصبح واضحًا جليًّا أمام الجميع من حال الكثيرين من الحاضرين لخطب الجمعة دليلٌ قاطع على ذلك التردِّي في مستوى الخطب والخطباء, فالكثير منهم يستغلُّ الخطبة فرصةً للنوم، أو مراجعة حساباته المالية، أو الانشغال التام فيما يجب أن يفعل أو لا يفعل في حياته الدنيوية الخاصة، بما يجعله في نهاية الأمر في حالة انفصالٍ نفسي تام عن الأجواء الروحانية والإيمانية، التي كان يجب أن يحياها المستمعُ بتفاعله وتأمُّلِه لما يقوله الخطيب ويلقيه على مسامع الناس.

وبغض النظر عن طبيعة المأمومين، الذين ربما يكون من بينهم ضعيفُ الإيمان، أو الجاهل، أو المنشغل بالحياة الدنيا، فإن هذا الحال الذي يكون عليه أغلبُ المأمومين يعود بالأساس إلى أحد عاملين :

الأول: يرتبط بالإمام أو الخطيب، الذي من المحتمل أن يكون ممن يقولون ما لا يفعلون، فهو إذًا ممن فقدوا المصداقيةَ عند الناس، الذين ما كان اجتماعُهم والْتفافهم حوله في صلاة الجمعة وخطبتها إلا اضطرارًا, لاعتبارات كثيرة ترتبط بمجاورتهم لمسجدٍ بعينه، أو لكون هذا الخطيب يقوم بذلك من منطلق القيام بدوره الوظيفي البحت،أو تراه ممن لايمتلك أسلوبا مقبولا للخطابة ,أو يتبع أسلوبا تنفيريا للناس , أو ممن لايتقن اللغة العربية , أو تراه يلحن في الكلام ويخطئ في تلاة آيات القرآن الكريم , أو ممن لايجد بدا من توبيخ المصلين وتحميلهم قضايا وأمور لاعلاقة لهم بها فتراه أي الخطيب يتكلم والمصلون أمامه أطفال صغار يريد أن يؤدبهم ويعلمهم .

الثاني : يرتبط بطبيعة الخطبة وما يقال فيها، فضلاً عن أسلوبها,فبعض الخطباء لا يلتفتون التفاتًا جيدًا للدور المنوط بهم، فيهملون جانبَ التحضير والإعداد الجيد للخطبة، التي يجب أن يسبق إلقاءها تحديدٌ لعناصرها، فتخرج الخطبة مفككةً لا رابط بين عناصرها، فتصيب المستمعَ بالملل وعدم التركيز، فضلاً عن افتقاد الاستفادة منها.

وكثير من الخطباء لا يحسنون اختيارَ مواقيت ومناسبات موضوعات الخطبة، فيخصصون خطبتهم للحديث عن الموت وقد اقترب العيد، أو الحديث عن الحج وعلى الأبواب شهر رمضان، وهو ما يثير الاستياء، ويجعل من الخطبة كلامًا بعيدًا عن تلك المشاعر التي تأهَّبتِ النفسُ لاستقبالها.

ولا يمكن إغفال ذلك الذي يقع فيه الكثيرُ من الخطباء من البُعد عن واقع الناس وحياتهم، فينقّبون في التاريخ بحثًا عن قضايا وإشكاليات لا تمسهم من قريب أو بعيد، فيكون حديثهم أقربَ للسفسطة والاستعراض الثقافي منه للوعظ والإرشاد والتوجيه، وطرحِ الحلول الإسلامية لما يعانيه الناس من مشكلات.

ويرتبط بذلك أيضًا ما يردِّده بعض الخطباء في خطبهم من أحاديثَ ورواياتٍ لا أصل لها، ونسبتها للرسول - صلى الله عليه وسلم - ولصحابته الكرام، على الرغم مما تحمله هذه الرواياتُ من مضامينَ مخالفةٍ لعقيدة الإسلام وشريعته، ما يكون له أثرُه الخطير على عقائد الناس ومعارفهم.

كذلك فإن من الخطباء من لا يمَلُّ من تَكرار خطبه، التي ربما أصبحتْ محفوظة عن ظهر قلب لدى بعض المصلِّين، الذين أصبح الواحد منهم يعرف ومنذ الكلمات الأولى ما الذي سيلقيه الخطيب على مسامعهم، وهو بقدر ما يكون أمرًا منفرًا، هو أمرٌ يثير الضحك والتندر.

ويضاف إلى هؤلاء: أولئك الخطباء المغرمون بالإطالة والاستطراد، والذين يصِلُون بالمستمعين إلى درجةٍ من الاستفزاز، متوهمين أو موهمين أنفسَهم بأن الناس في حاجة للاستزادة من سماعهم، وأن ما يلقونه على أسماعهم مما يروق لهم، ناسين أو متناسين أن الرسول الكريم وهو من هو، صلى الله عليه وسلم كان يوجز في خطبته، وهو القائل:



-4-

(إِنَّ طُولَ صَلاَةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ؛ فَأَطِيلُوا الصَّلاَةَ، وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ، وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا).

وبعد التعرف على حقيقة وأهمية خطبة الجمعة فلابد من التعريج على ما حصل في مسجد مدينة أوربرو وسط السويد بتاريخ 11/2/2011.

حيث صعد المنبر خطيب الجمعة ويبدوا أنه لايتقن اللغة العربية كونه غير عربي .

وقبل التفصيل بما حدث فأود توضيح أمر ما طالما عزف عليه بعض الشواذ والنشاز لأنهم أبطال في الإصطياد في الماء العكر من قبل البعض الذين تربوا على نشرالفتنة والنميمة بين الناس فتراهم كلما كتبت مقالا يأخذون المقال ويذهبون به للبعض قائلين : اقرأ ماذا كتب عنك فلان .. وهو يقصدك أنت في هذا الكلام .. وهكذا تراهم كما هي الحشرات لاتعيش إلا على القاذروات ولاتقع إلا على النجاسات .ومع الأسف بعض هؤلاء يستلمون بعض المناصب في إدارة المسجد .

لامشكلة مع الخطيب نهائيا , بل هناك ما يدعو للفخر أن الرجل تمكن أن يتحدث اللغة العربية وهو غير عربي , كما أنه هذه إمكانياته وقدراته.

إنما المشكلة بمن سمح له بالصعود إلى المنبر لخطبة الجمعة ,وسوف أسرد الأسباب التي كان يتوجب النظر فيها قبل السماح له بخطبة الجمعة .

خاصة إذا علمنا أن مثل هذا الخطأ قد تكرر مرات ووقعت لجنة الدعوة والإدارة في حرج عدة مرات بل ووضعت الناس في مواقف محرجة بسبب الفوضى والإرتجال اللذان تتسم بهما هذه الإدارة ولجنة الدعوة, وتم نصحهما مرات ومرات ولكن يبدوا أن العناد لدى البعض منهم لايختلف عن عناد بعض الزعماء العرب الذين وقف الشعب يرفضهم وهم يتمسكون بمنصبهم .

وأعود لموضوع يوم الجمعة وماحصل به .

1-الموضوع الذي طرحه في الخطبة وهو كيف شرح الله صدره للإسلام , فهذا ليس موضوع خطبة جمعة , بل يمكن أن يكون خاطرة أو موعظة بعد أي من الصلوات غير الجمعة .

2-الخطيب لايتقن اللغة العربية وكما قلت هذه ليست منقصة بحقه فهو غير عربي وبارك الله به أنه استطاع ان يتقن شئ من اللغة العربية , لكن أن يصعد المنبر لخطبة الجمعة ويتحدث باللغة العربية فيقلب المعاني ويغيرها بطريقة غير مقبولة على الإطلاق , وأجزم أنه لم تمر عبارة إلا وفيها أخطاء لو صدرت من شخص لاتتفق معه الإدارة ولجنة الدعوة لأقامت الدنيا عليه ولم تقعدها.

3-لقد أخطأ كثيرا أثناء تلاوته لبعض آيات القرآن الكريم من حيث التشكيل ومن حيث اللفظ , كما كان يقفز على بعض الكلمات في الآية الواحدة .

4-الأخطاء في تلاوة القرآن أثناء صلاة الجمعة من حيث التشكيل ومعلوم أن ذلك يؤثر على المعنى ويترتب على ذلك أمور شرعية تخص قبول الصلاة وبطلانها .

5-قوله أن من لم يحضر ثلاثة جمع متعمدا فهو كافر ونسب ذلك لحديث صحيح , ونرجوا من القائمين على شؤون الدعوة في

-5-

المسجد ان يبينوا للناس مدى صحة هذا الكلام من الناحية الشرعية , بتكفير الناس بهذه الطريقة من على منبر رسول الله صلى

الله عليه وسلم , ولقد تكرر مثل هذا الخطأ وخاصة من قبل المقربين من لجنة الدعوة ولم تكلف لجنة الدعوة نفسها عناء التصويب , بينما عندما يأتي الخطأ من شخص غير مقرب من الإدارة ولجنة الدعوة فيتم التصويب والتصحيح مباشرة , ولا أدري لماذا هذا الكيل بمكيالين وهذا التناقض العجيب ؟!

6-التكرار الممل , فالجملة الواحدة يعيدها المرة تلو المرة وكلما شعرنا أنه تجاوزها وإذا به يعود لها , وهذا يجعل السامع يشعر بالملل والسآمة , وبدا ذلك واضحا على وجوه المصلين حيث بدأ كثر ينظرون بوجه بعضهم كنوع من استهجان أسلوب الخطيب وتكراره الممل , حتى هم البعض بترك المسجد لولا مكانة صلاة الجمعة .

7-الإطالة في موضوع لايحتاج لأكثر من عشرة دقائق بينما أخذ الخطيب 40 دقيقة , حتى إنه في الخطبة الثانية وبعد الدعاء ومعلوم أن الدعاء هو نهاية الخطبة وإذا بالخطيب وبعد الدعاء يعود للخطبة ثانية .

8- حجة القائمين على شؤون الدعوة في المسجد أن هذا الخطيب يتبع لجالية معينة ولا بد من إرضاءهم , وتلك حجتهم لبعض المواقف المشابهة لذلك الموقف.

ولا أدري فهل نحن أمام برنامج ما يطلبه الجمهور ؟

هل منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح مجالا لإرضاء هذه الجالية أو تلك ؟!

إلى متى سيبقى هذا العبث بعقولنا ؟

كم مرة تأتون بأشخاص ويعفسون ويخطؤون وبدل أن تعتذروا عن أخطاءكم تلك تبررونها وترفضون سماع أي نقد معتبرين أنفسكم فوق النقد والنصح ومعتبرين أنفسكم معصومين ومقدسين, وكلما انتقد شخص أخطاءكم تغضبون وتنزعجون وتعتبرونه صاحب فتنة ,ولو علمت الناس حقيقة بعض من في الإدارة لعلم الناس حينها من هو صاحب الفتنة .

تقفون على المنبر وخلف الميكرفون تحدثوننا عن سلامة القلب والسماحة والمسامحة والأخوة بل أنتم بينما مجرد أن ينتقدكم شخص بموقف معين فتشنون عليه حربا من القيل والقال وتكفهر وجوهكم ولا أريد أن أفتح ملفات توضح حقيقة البعض , لقد سقطتم في الإمتحان وفقدتم المصداقية وانطبق عليكم قول الله تعالى :

(سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم * يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون *) الصف 1-3.

بكل بساطة كان بالإمكان لهذا الرجل أن يعطي درسا للجالية التي يتبع لها وبلغتهم وينتهي الأمر كما يحصل مع جاليات أخرى , ولكن يصعد المنبر ويخطئ كل هذه الأخطاء , فهذا خطأ فاحش بحق المنبر والمسجد والمصلين .

عقول الناس ليست ملك لكم لتعبثوا بها بهذه الطريقة التي تكررت .

منذ فترة دعوتم شاب لمحاضرة وتبين لكم قبل مجيئه أنه يحمل فكر متشدد ومتطرف , ومعروف من دعاه وبدون علم الإدارة وأعضاء لجنة الدعوة , ثم بررتم هذا الخطأ وكل واحد من المعنيين بالأمر أخذ يتهرب ويلقي باللائمة على غيره , ثم بعد كل ذلك تقولون لماذا يوصم المسجد أنه صاحب فكرمتطرف ومتشدد , لأنكم أنتم السبب في ذلك وتتحملون هذا الأمر كله .

-6-

نرجوكم كفاكم عبثا فهذا المسجد ليس قطاع خاص ولا ملك شخصي ولقد طفح كيل أخطائكم .

ولا تدفعوا بالناس كي تنشر كل شئ وتضع الجالية بصورة الوضع وحقيقته ليعرف الناس حقيقة بعض من يستلم مسؤوليات في المسجد .

وهنا لا أعمم بل اقصد أشخاص بعينهم وهم مسؤولين عن كل ما يحصل .

كنت قد بدأت بسلسلة من المقالات تحت عنوان : وقفات تقييم ونقد للعمل الإداري في مسجد أوربرو بتاريخ 28/11/2009 وتدخل بعض من أعضاء الإدارة ولجنة الدعوة ومجلس الأمناء للتوقف عن متابعة الكتابة وأنهم سيعملون على إصلاح الأمور فتوقفت عن الكتابة أملا ورجاء في البدء بالإصلاح ,وها قد مرت كل تلك المدة ولم يتحقق الإصلاح الذي وعدتم به , بل كم من عهود قطعتوها على أنفسكم ولم تلتزموا بها , مما يؤكد لي أنه لاتوجد نية ولا إرادة في الإصلاح ,بل على العكس تبين لي أن هناك من يريد بقاء الفوضى والإرتجال ليبقى متفردا مستبدا في منصبه , والآن وبعد هذا الصبر فأجد أنه من الخيانة أن أسكت عمن يعبث في هذا المسجد الذي ليس ملكا شخصيا لأي شخص أو جهة .

لذلك سأستنف الكتابة وأضع النقاط على الحروف وأسمي الأشياء بأسمائها وسأفصل في كل قضية , فبيت الله يستحق أن ندفع عنه عبث العابثين وستعرف الجالية الحقائق كما هي .

علما أنني لم أترك أسلوبا للنصح إلا واتبعته ولكن يبدوا أن آخر الدواء الكي .

طريف السيد عيسى

السويد – أوربرو

12/2/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أشكرك على المشاركة ,سيتم نشر التعليق بعد تدقيق مضمونه .
(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)