الجمعة، أكتوبر 23، 2009

سقوط الجولان ... من المسؤول ؟؟؟ 3/3

ثالثا – مابعد الحرب :
ووضعت الحرب أوزارها , وبدل أن يقوم الرفاق الثوريين من عملية مراجعة شاملة لمواقفهم , وبدل أن تتم عملية المحاسبة والمساءلة , فاستمروا في غيهم .
وبسببهم تجرعنا المرارة والعلقم , فكانت الهزيمة بل الخيانة التي لم يكن للشعب يد فيها ,بل حيل بينه وبين دفعها .
لقد رفض الثوريون مجرد تقبل المساءلة أو مجرد الاعتراف بما جنت يداهم , وتحولوا الى قادة وطنيون .
حكام رجوناهم دروعا ----- فكانوها ولكن للأعادي
وخلتهمو سهاما صائبات ----- فكانوها ولكن في فؤادي
وقالوا قد صفت منا قلوب ----- لقد صدقوا ولكن عن ودادي
وقالوا قد سعينا كل سعي ----- لقد صدقوا ولكن في فسادي


( يقول ضابط استخبارات الجبهة خليل مصطفى بريز في كتابه سقوط الجولان : لقد جرت اتصالات مابين اسرائيل والقيادة السورية عن طريق طرف ثالث وكان المترجم ملازم أول من الجيش السوري , وعقد اللقاء في مكتب رئيس الوزراء يوسف زعين وبحضور حافظ الأسد , وكان اللقاء بخصوص انسحاب القوات السورية من الجولان , ولدى استفسار الوفد السوري عن النقاط التي سينسحب اليها الجيش , فقام الطرف الثالث بتحديد نقاط الانسحاب على الخريطة , وتم الاتفاق على ذلك , وفي صباح اليوم التالي أعلن وزير الدفاع حافظ الاسد عبر بلاغ عسكري رقم 66 عن سقوط القنيطرة )
مو هاي أرض أبوهم وملكهم الخاص .


( يقول الدكتور دريد المفتي الذي كان يشغل منصب المفوض في السفارة السورية في اسبانيا : استدعاني وزير الخارجية الاسباني صباح يوم 28-7-1967 وأعلمني أن مساعيه أثمرت لدى أصدقائه الأمريكان بناء على اتفاقنا مع وزير الخارجية الدكتور ابراهيم ماخوس , وقد سلمني مذكرة مؤرخة بتاريخ 27-7-1967 , ومما ورد في المذكرة : بأن الحكومة الاسبانية وافقت على الاتصال مع الجهات الأمريكية بناء على رغبة الحكومة السورية والتي تعهدت بالمحافظة على هدوء الجبهة السورية , وأن لاتسمح لأحد بأن يقوم بأي عمل يعكر هذا الهدوء , ويتابع الدكتور المفتي : ان موافقة القيادة السورية على الانسحاب من القنيطرة والجولان والمحافظة على هدوء الجبهة , انما كان الهدف منه هو المحافظة على الحكم ... نقلا عن كتاب : المؤامرة ومعركة المصير لمؤلفه سعد جمعة )
بس للعلم الجماعة ماقصروا حيث قاموا باغتيال الدكتور دريد المفتي في لبنان لأنه كشف عن تلك الوثيقة .

( بعد الحرب يصرح وزير الخارجية ابراهيم ماخوس قائلا : ليس مهما أن نخسر المدن لأن العدو هدفه القضاء على الثورة )
تشيع سورية فما في مشكلة يمكن الشعب السوري بروح للمريخ بيسكن , المهم الثورة .

( وفي مقابلة مع مجلة الحوادث اللبنانية عدد رقم 608 بتاريخ 5-7-1968 يقول الدكتور سامي الجندي الذي كان يشغل منصب وزير الاعلام عام 1967 : ان الحكومة السورية كلفته بالتفاوض مع أبا ايبان وزير خارجية اسرائيل , وكانت المفاوضات حول انسحاب القوات السورية من القنيطرة والجولان )
قال ماشافوهم لما سرقوا بس شافوهم لما فضحوا حالهم .

( يقول الأمين العام السابق لحزب البعث العربي الأشتراكي منيف الرزاز : لم تكن مأساة سقوط القنيطرة والجولان هي ماساة ضياع جزء من الوطن فقط بل هي نقل الأمة من حالة العمل لتحرير فلسطين الى حالة الاستسلام مع مغتصبي الأرض )
( يقول صائب بارودي وهو من القيادات البعثية : نقلا عن الضابط نورس طه : ان بعض قطعات الجيش السوري وصلت الى بحيرة طبريا ولكن اندهشت عندما سمعت عن سقوط القنيطرة والجولان )
لاتندهشوا ممن رضع حليب الخيانة .

( يذكر سعد جمعة في كتابه المؤامرة ومعركة المصير : في ظهر يوم الخامس من حزيران 1967 اتصل سفير دولة كبرى في دمشق , بمسؤول سوري وتم الاجتماع بينمها على الفور , ونقل هذا السفير برقية عاجلة من حكومته تفيد بعدم جدوى الحرب وان اسرائيل لاتنوي مهاجمة النظام السوري , بل فقط تريد تأديب عبد الناصر ,واننا يمكن لنا فتح المجال لحزب البعث , وان اسرائيل تتعاطف مع التجربة البعثية ويمكن التعايش معها , فقام المسؤول السوري بنقل ذلك للقيادة العسكرية والسياسية , وبناء على ذلك وافقت القيادة السورية على ماجاء في البرقية , وفي هذه الأثناء كان الطيران الاسرائيلي يدك المطارات السورية )
فعلا اللي اختشوا ماتوا .

( يقول الدكتور سامي الجندي في كتابه كسرة خبز : ان اعلان سقوط القنيطرة والانسحاب من الجولان أمر يحار فيه العقلاء ... لقد فوجئت لما رأيت على شاشة التلفزيون مندوب سورية في الأمم المتحدة يعلن سقوط القنيطرة ويقول أن القوات الاسرائيلية وصلت الى مشارف دمشق ... ولقد سألت الدكتور ماخوس وزير الخارجية عن ذلك فقال لي : انها كانت خطة ماهرة لارعاب العالم وانقاذ دمشق ... )
ترى خوش خطة , وهي شبيهة بافضل الخطط في تربية القطط .

( يقول ضابط استخبارات الجبهة خليل مصطفى بريز في كتابه سقوط الجولان :
فجأة يهرب عدد من الضباط الذين يعتبرون قادة مثل : أحمد سويداني قائد الجيش الذي خلع رتبته العسكرية وتنكر بلباس راعي غنم , وهروب العقيد أحمد المير متنكرا وراكبا حمار , وهروب العقيد عزت جديد , وهروب النقيب رفعت الأسد )
ياهيك قادة لا بلا , وفي الهريبة مثل الغزال .

( ينقل السيد وصفي التل عن صلاح جديد : لم نكن نريد مقاتلة اسرائيل , ولكن كنا نريد الايقاع بالآخرين )
يعني جكارة بالطهارة بيعملوها بلباسهم .

( يقول ادوارد شاهين في كتابه : كيسنجر والاسرائيليين والعرب , وكان مرافقا لكيسنجر في تحركاته : ان المخابرات الاسرائيلية كانت تتعمد عند عودة كيسنجر من دمشق الى القدس أن تتدهشه باطلاعه على كل مادار بينه وبين القيادة السورية , كما كانت تطلعه على كافة المراسلات بينه وبين حافظ الأسد )
مو معقول هاي الحمامة بتكون حكتلهم .

(عقد مجلس الأمن دورة بعد حرب 1967 , وكان المندوبون العرب يتحدثون بذهول عن الذي وقع , ويقول أحدهم : انها فاجعة كبيرة ... ونحمد الله أن احدى العواصم لم تمس , فيجاوبه البطل الصنديد وزير الخارجية السوري الدكتور ابرهيم ماخوس : وهل في ذلك غرابة لو حصل ؟ ان الغريب في الأمر أن العواصم لم تسقط ...واننا من جهتنا كنا عاملين حسابنا على أن دمشق ستسقط بيد العدو ...)
بكل صفاقة , الجماعة عاملين حسابهم لسقوط دمشق .

( وفي أحد الاجتماعات الحزبية بعد الجريمة يقف الدكتور ابراهيم ماخوس وزير الخارجية قائلا : لاتنسوا الهدف الأول من الهجوم الاسرائيلي هو اسقاط الحكم التقدمي في سورية , كل من يطالب بتبديل حزب البعث , عميل لأسرائيل ...)
هي هي شعاراتهم سابقا ولا حقا , بس عيونك تشوف اليوم الوريث عندما صافح كتساف رئيس دولة بيني صهيون , وعيونك تشوف لما وقفوا تحت العلم الأمريكي في حفر الباطن .

ولايمكن لنا أن ننسى أولئك الأبطال الشجعان الذين رفضوا الخيانة ورفضوا العار الذي ألحقه قادتهم بهذا الجيش الذي بني من دماء وعرق الشعب , فابوا الا القتال والدفاع عن أرض الوطن فسطروا ملاحم بطولية ستبقى درة في جبين كل الشرفاء .
( بعض قادة سلاح المدفعية م- ط : ورغم الظروف الصعبة يرفض الاستسلام , فاستمروا في أداء واجبهم بالدفاع عن أرض الوطن وسمائه فتصدوا لطيران العدو للحد من خطورته في بعض قطاعات الجبهة )

( الرائد محمد سعيد يونس قائد نقطة اسناد القلع , يتمكن من تدمير 36 دبابة ثم يستشهد مع مجموعة من الضباط والعساكر , مفضلين الموت دفاعا عن أرضهم , ولم يستجيبوا لمزاعم قيادتهم بسقوط القنيطرة والجولان )

( في تل شيبان عسكري من دير الزور يرفض أمر الانسحاب , وبواسطة قاذف أر بي جي يدمر سبع دبابات للعدو )

( الضابط النقيب نورس طه ومن معه من الضباط والعساكر في نقطة تل الفخار , يتمكنون من منع العدو من التقدم في تلك المنطقة وظلوا يقاتلون حتى نالوا الشهادة جميعا )

( في سهل المنصورة شباب مدنيون يتصدون لرتل دبابات يحاول التقدم باتجاه القنيطرة , فيقاومون ويدمرون دبابة قائد الرتل ودبابات أخرى ويعيقون تقدم هذا الرتل ويجبرونه على التراجع )

( المقاومة المدنية في منطقة الجويزة التابعة للقنيطرة , تكمن لكتيبة من العدو , وما ان تصل الكتيبة الى مشارف الجويزة حتى يهب هؤلاء الأبطال يمطرون الكتيبة بوابل من النيران , وأجبرتها على التراجع , فتدخل الطيران لتمشيط المنطقة , ورغم ذلك استمرت المقاومة حتى صباح يوم 13-6-1967 )

( في تل أبو الندى تمكن المساعد عدنان الداغستاني من قتل طيارين اسرائيليين أثناء هبوطهما بالمظلات )

( يقول ادوارد شيهان في كتابه كيسنجر والاسرائيليين والعرب : ان معظم الذين لم ينفذوا أمر الانسحاب من القنيطرة والجولان أحيلوا الى محاكم ميدانية , بدل منحهم شهادات تقدير لمواقفهم البطولية لأنهم أكدوا أن العدو لم يصل الى تلك المناطق , حتى ان آمر تل عزيزات حاول تفجير الألغام كهربائيا بدبابات العدو فوجد الكهرباء مفصولة عنها , فقام بتدمير أول دبابة وآخر دبابة في الرتل وعطل تقدم العدو , ثم اتجه نحو القنيطرة فلم يجد أحدا من قيادة الجيش السوري ولا أحدا من الجيش الاسرائيلي , فتمت احالة هذا الضابط الى محاكمة عسكرية )
هؤلاء هم الشرفاء , بينما كان القادة يترعون كاس الخيانة والعار الذي سيبقى يلاحقهم الى يوم الدين .

- ان من رضع الخيانة لاينجب بطولة , وهو مثل شجر الحنظل فلا يثمر تفاحا .
- كل العسكريين وأصحاب الاختصاص يؤكدون أن طبيعة هضبة الجولان تشكل حصنا منيعا يصعب سقوطه , لذلك سميت هضبة الجولان بخط ماجينو .
- أين تطور سلاح الجو الذي تحدث عنه وزير الدفاع حافظ الأسد ؟
- يلاحظ أن بعض القيادات العسكرية والمدنية كانت تسيطر على الأمور بصورة مركزية تمنع الآخرين من معرفة حقيقة الجيش السوري .
- كل المعارك التي خاضها الجيش السوري تؤكد أن القيادة العسكرية وخاصة وزير الدفاع حافظ الأسد وصلاح جديد وابراهيم ماخوس كانوا يبيتون لتلك الخيانة .
- يلاحظ أن بعض قادة الجيش كان همهم تسييس الجيش لهدف حماية النظام وليس حماية الحدود .
- كيف لجيش يخوض حربا فيقوم باخراج بعض الفرق العسكرية من الميدان فقط لحماية النظام , مثل الفرقة الأولى والثالثة .
- ان تسليم قيادة الجيش والمعركة لضباط عديمي الخبرة أدى لهذه الفوضى التي عمت الجيش لمجرد سماع نبا سقوط القنيطرة .
- أرشيف وزارة الدفاع تؤكد أن أوامر الانسحاب لم تبلغ بصورة عسكرية صحيحة , بل بلغت فقط لبعض الضباط الذين بدورهم هربوا الى دمشق وتركوا الجيش في حالة فوضى عامة تحت قصف العدو .
( وفي أحدث شهادة عما حصل , يدلي بها اللواء المتقاعد : أديب الأمير ,في برنامج ضيف المنتصف من على قناة الجزيرة الفضائية بتاريخ 1-6-2007 حيث قال :
انني كنت مسؤول عن عدة ألوية والتي تحولت لاحقا الى فرقة .
ان الاستعدادات من كافة النواحي لم تكن بمستوى التصعيد الاعلامي الذي ساد قبل الحرب .
كان الوضع في سورية صراعا على السلطة , وكل طرف كان همه السيطرة على الجيش .
لم يكن هناك أي اهتمام لتطوير الجيش بل الهم فقط جعل الجيش مواليا للحكم .
كانت أوضاع الجيش متردية , وهو لايتمكن من أي عمل عسكري هجومي أو دفاعي .
كانت أوضاع الجبهة غير مهيأة لخوض الحرب , ولايمكن لها تقديم أي عون أو دعم للجبهة المصرية .
لم نجد أي خطة عسكرية موضوعة للجيش في حال تشوب الحرب , وامكانيات الجيش لاتمكنه من تهديد أي نقطة حيوية للعدو .
قبل الحرب وخلالها لم يكن هناك أي تنسيق فيما بين جبهات القتال السورية والمصرية والأردنية .
كل الادعاءات حول الاستعدادات والتحصينات غير واقعية ولقد أثبت الواقع أنه لم تكن هناك تحصينات .
لقد بدأ الهجوم البري على سورية يوم 9-6-1967 , وكان بامكان الجيش السوري أن يفعل شيئا منذ بداية الحرب وحتى يوم التاسع من حزيران , ولكن مع الأسف لم تفعل القيادة أي شئ , وكل ماكان يصدر عبر وسائل الاعلام فهو غير صحيح .
كل البطولات التي حصلت أثناء الحرب انما هي بطولات فردية ,لادخل للقيادة بها , حيث رفض أولئك الانصياع لأوامر غير صحيحة .
القيادات العسكرية لم تكن مؤهلة لقيادة وخوض المعركة .
ان الشعب لم يقاتل , بل حيل بينه وبين المشاركة في المعركة , والسبب هو التهميش والتغييب , وكان النظام لايمثل الشعب .
لقد شعر الشعب السوري بالأسى والمرارة , فلقد كان بامكانه المشاركة بالمعركة , لكنه كان مغيب وهذه القيادة لاتمثله .)
ومازال وراث الثورة يرددون نفس الخطاب , وهذا الشعب المخدوع بهم يدور ضمن الدائرة ولا ندري متى سنصل الى نقطة الهزيمة التي يعد لها قادة اليوم


غنت فيروز مغردة ----- وقلوب الشعب لها تسمع
الآن الآن وليس غدا ----- أجراس العودة فلتقرع
من أين العودة ياهذي ----- والعودة يلزمها مدفع
والمدفع يلزمه كف ----- والكف يكون له أصبع
والاصبع منهمك يلهو ----- في أست الشعب له مرتع
عفوا فيروز ومعذرة ----- أجراس العودة لن تقرع
نطاس البعث قد اجتمعوا ----- الأسد وجديد وماخوس والأكتع
باعوا الوطن بدولار ----- من شرم الشيخ الى سعسع
فليلجا شعبي للصحراء ----- فخيام الذل به أوسع
فيروز قولي بلا خجل ----- أعناق القادة فلتقطع
خاذوق دق باسفلنا ----- خاذوق دق ولن ينزع
لو أدى البعث رسالته ----- لخسرنا الساحل والأقرع .
- آن لشعب سورية أن يعرف الحقيقة , ثم لينتفض متمثلا قول الشاعر أحمد مطر :
انهضوا آن لهذا الحاكم المنفوش مثل الديك
أن يشبع نفشا
واصنعوا من صولجان الحكم رفشا
واحفروا القبر عميقا
واجعلوا الكرسي نعشا .
* ملاحظة : كل ماورد في الحلقات الثلاثة منقول من المصادر التي أشرت اليها , وانني أديت دور النقل , دون تحمل أي مسؤولية عن الصحة من عدمها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أشكرك على المشاركة ,سيتم نشر التعليق بعد تدقيق مضمونه .
(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)