الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والتسليم على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه .
الحمد لله الذي أرسل الرسل لهداية البشر , وختم بهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي أكمل الدين ببعثته ,فلقد جاء بالهدى ودين الحق فلا تحتاج الأمة لزيادة في الدين بل تحتاج لمعرفة الدين .
ومع تعاقب الأزمان , نبتت بين المسلمين نبتة خبيثة , رؤوس جها ل ادعوا العلم فضلوا وأضلو .
وقديما قيل : إذا كثر الملاحون غرقت السفينة .
وقال ابن حزم رحمه الله تعالى : لا آفة على العلوم وأهلها , أضر من الدخلاء فيها , وهم من غير أهلها , فإنهم يجهلون , ويظنون أنهم يعلمون , ويفسدون ويقدرون أنهم يصلحون .
إن حمى الدين قد استبيح من قبل هؤلاء الجهال الأغرار , فكان لابد من التطرق لهذا الموضوع لأهميته وخطورته ولخطر هؤلاء الجهال على الدين.
نعوذ بالله من أناس --------- تشيخوا قبل أن يشيخوا .
فعلمهم فجر كاذب وسهم خائب , فكان من الضروري صيانة الدين من جهل هؤلاء .
سيتم تناول البحث من خلال النقاط التالية :
أولا – مقدمة .
ثانيا – فضل العلم والعلماء .
ثالثا – تعريف الفتوى .
رابعا – شروط وأدوات الفتوى والفرق بين الفتوى والإجتهاد .
خامسا – حكم الفتوى بغير علم .
سادسا – أسباب الجرأة على الفتوى .
سابعا – أضرار وأخطار الفتوى بغير علم .
ثامنا – قضايا تتعلق بالفتوى .
أولا – مقدمة :
( في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما .عن النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله لايقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال , لكن يقبض العلم بقبض العلماء , فإذا لم يبقى عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا , فسئلوا فأفتوا بغير علم , فضلوا وأضلوا ).
هناك نبتة خبيثة نبتت بين المسلمين , حيث تصدر للفتوى من هم ليسوا أهلا لها فادعوا العلم وهم يتربعون أعلى مراتب الجهل .
فظهر :
من تزبزب قبل أن يحصرم .
فهؤلاء ناموا عن العلم ولم يستيقظوا لأنهم غارقون في أحلام الجهل , وفيهم قال الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى
هذا وإني بعد ممتحن بأربعة --------- وكلهم ذوو أضغان .
فظ , غليظ , جاهل , متمعلم --------- ضخم العمامة واسع الأردان .
متفيهق , متضلع بالجهل , ذو ضلع -------- وذو جلح من العرفان .
مزجي البضاعة في العلوم وإنه -------- زاج من الإيهام والهذيان .
ماعنده علم سوى التكفير ------- والتبديع والتضليل والبهتان .
( قيل لسفيان بن سعيد الثوري رحمه الله تعالى , فيمن حدث قبل أن يتأهل . قال : إذا كثر الملاحون غرقت السفينة ).
لقد استبيح حمى الدين من قبل الجهلاء الأغرار , لكنهم مثل الفجر الكاذب سريعا مايكتشف الناس قلة بضاعتهم فينصرفوا عنهم .
فلا يجوز الصمت حيال الفوضى التي تنتشر بين المسلمين بخصوص التصدر للفتوى من قبل رؤوس جهال يلبسون لبوس العلم وهو منهم براء , ولابد من الصدع بالحق ودق ناقوس الخطر بوجه أولئك المتفيقهين .
إن الذين يتصدرون للفتوى بغير علم مثل دليل الركب الجاهل بالطريق فسوف يتيه بمن معه , فالأولى الحجر على هؤلاء كما يتم الحجر على السفهاء .
( رأى رجل ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ الإمام مالك , يبكي فقال : مايبكيك ؟ فقال : استفتي من لاعلم له , وظهر في الإسلام امر عظيم ! قال : ولبعض من يفتي ههنا أحق بالسجن من السراق !)
ونجد اليوم من يقحم نفسه بالعلم والفتوى ولا يدري أنه جاهل ويقحم نفسه بما لايعنيه , ونقل أن أحد السلف قال : إذا خاض المرء بغير فنه أتى بالعجائب .
ثانيا – فضل العلم والعلماء :
أولت الشريعة إهتماما كبيرا بالعلم والعلماء من خلال نصوص القرآن والسنة .
فالعلماء هم حراس الدين وحماته من التحريف , ومن الزيادة أو النقصان , وهم صمام الأمان في الأمة , وهم حملة الرسالة بعد الأنبياء .قال تعالى ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون إنما يتذكر ألوا الألباب ).
وقال تعالى ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ).
وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم . فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر . ذلك خير وأحسن تأويلا ) سورة النساء 59.
قال عبد الله ابن عباس وبعض المفسرين والإمام أحمد بن حنبل : ألوا الأمر هم العلماء .
( وقال صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى وملائكته وأهل السموات وأهل الأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير ) .
( وقال صلى الله عليه وسلم : العلماء ورثة الأنبياء , والأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم , فمن أخذ به أخذ بقسط وافر ) .
( فعن قيس بن كثير قال : قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء وهو بدمشق فقال ما أقدمك يا أخي ؟ فقال : حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : أما جئت لحاجة ؟! قال : لا . قال : أما قدمت لتجارة ؟! قال : لا . قال : ما جئت إلا في طلب هذا الحديث . قال : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة ..... ) أخرجه الترمذي .
(وقال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ) الإسراء : 107-109
ثالثا – تعريف الفتوى :
( قال ابن الأثير : يقال أفتاه في المسألة يفتيه إذا أجابه ).
( وقال ابن منظور : يقال أفتيت فلانا رؤيا رآها : إذا عبرتها له , وأفتيته في مسألته : إذا أجبته عنها ).
( والفتوى والفتيا هي : ذكر الحكم المسؤول عنه للسائل ).
وفي الإصطلاح الشرعي : هي الجواب عما يشكل من المسائل الشرعية , والإفتاء هو إبانة الأحكام في المسائل الشرعية . وهي بيان الحكم الشرعي في مسالة من المسائل , مؤيدا بالدليل من القرآن أو السنة , أو الإجتهاد .
رابعا – شروط وأدوات الفتوى , والفرق بين الفتوى والإجتهاد والقضاء :
الفتوى هي حكم الله في المسألة , فلا بد لمن يتصدر للفتوى أن تتوفر فيه شروط ومواصفات وأدوات معينة , وقد فصل فيها العلماء :
1- الإسلام .
2- العقل .
3- البلوغ .
4- العدالة .
5- العلم الشرعي والذي قال فيه:
- الإمام الشافعي : لايحل لأحد أن يفتي في دين الله , إلا رجلا عارفا بكتاب الله , بناسخه ومنسوخه , ومحكمه ومتشابهه , وتأويله وتنزيله , ومكيه ومدنيه , وما أريد به , ويكون بعد ذلك بصيرا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم , ويعرف من الحديث مثل ماعرف من القرآن , ويكون بصيرا باللغة , بصيرا بالشعر , ومايحتاج إليه للسنة والقرآن ويستعمل هذا مع الإنصاف , ويكون مشرفا على إختلاف أهل الأمصار , وتكون له قريحة بعد هذا , فإذا كان هكذا فله أن يتكلم ويفتي في الحلال والحرام , إذا لم يكن هكذا فليس له أن يفتي .
- وقال ابن عابدين : وشرط بعضهم تيقظ المفتي من حيل البعض ودسائسهم .
- وقال صالح بن أحمد : قلت لأبي : ما تقول في الرجل يسأل عن الشيء فيجيب بما في الحديث وليس بعالم في الفقه ؟ فقال : ينبغي للرجل إذا حمل نفسه على الفتيا أن يكون عالما بالسنن ، عالما بوجوه القرآن ، عالما بالأسانيد الصحيحة ، وذكر الكلام المتقدم .
- وقال الشيخ علي محي الدين القرة داغي : وأن يكون لديه -بالإضافة إلى العلم بالنصوص الشرعية- فقه بالمبادئ الكلية والقواعد العامة لهذه الشريعة كمبادئ العدالة، والشورى، والحرية، وكرامة الإنسان، والمساواة ونحوها حتى لا يتجاوزها في اجتهاده وفتاواه.
واشترط فضيلته أن يكون لدى المفتى دراية بفقه المقاصد الشرعية بما فيها فقه المصالح والمفاسد وفقه الموازنة بينهما في حالة تعارضهما، وفقه سد الذرائع، وفقه المآلات، وأن يكون لديه فقه الميزان أو الموازين بحيث يعرف ميزان كل باب من أبواب الفقه.
وأما الفرق بين الفتوى والإجتهاد فيتلخص في :
- أن الإجتهاد مأخوذ من الجهد واستفراغ الوسع , بحيث يبذل الفقيه الوسع في نيل حكم شرعي عملي بطريق الإستنباط .
- وعرفه ابن حزم رحمه الله تعالى فقال : هو استنفاد الطاقة في طلب حكم النازلة , حيث يوجد ذلك الحكم
- الإجتهاد يكون في الأمور الظنية فقط , ولايتطرق للقطعيات .
- أما الفتوى فهي فرع عن الإجتهاد والتقليد .
- الفتوى تكون في الفرعيات والجزئيات والظنيات والقطعيات .
- الفتوى والإجتهاد غير ملزم .
- الفتوى والإجتهاد يختلفان عن الحكم القضائي الذي هو ملزم للخصمان .
- لايمكن اعتبار المفتي قاضيا .
خامسا- حكم الفتوى بغير علم :
قلنا الفتوى ترتبط بدين الله تعالى , ولابد ان يعلم من يتصدر للفتوى والناس حكم من يفتي بغير علم .
يقول الله تعالى ( مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) فليستحضر من يتصدر للفتوى أن كل كلمة مسجلة .
وقال تعالى ( قل إنما حرم ربي الفواحش ماظهر منها ومابطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل سلطانا وأن تقولوا على الله مالا تعلمون )
ولايتقول على الله إلا جاهل مغرور , وهنا قرن الله بين القول بغير علم وبين الشرك .
وقال تعالى ( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين )
فالذين يسرعون في الفتوى دون تثبت ولا علم فسيسود الله وجوههم يوم لاينفع مالا ولا بنون .
وقال تعالى ( فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون ).
وقال تعالى ( قل إن الذين يفترون على الله الكذب لايفلحون ) .
وقال تعالى ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لايفلحون ).
وقال تعالى ( ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء مايزرون ).
وقال تعالى ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى و لاكتاب منير ).
فكلها آيات فيها الوعيد الشديد لمن تصدر للفتوى بغير علم .
( روى الترمذي والنسائي.عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , فشخص ببصره إلى السماء ثم قال : هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لايقدروا منه على شئ , فقال : زياد بن لبيد الأنصاري كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن , فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا فقال : ثكلتك أمك يازياد إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة , هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم) .
وللسلف رحمهم الله تعالى اقوال فيمن تجرأ على الفتيا وهو لايحمل بضاعتها :
- عن أيوب قال : رأيت أعلم الناس بالقضاء والفتوى أشدهم منه فرارا وأشدهم منه فرقا , وأعماهم عنه أشدهم مسارعة إليه .
- قال مالك رحمه الله . قال قاسم بن محمد : لأن يعيش الرجل جاهلا خير له من أن يقول على الله مالايعلم . فقال مالك : هذا كلام شديد , ثم ذكر في ذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه في ذلك الزمان : لا أدري .
- عن ابن عيينة وسحنون بن سعيد قالا : أجرا الناس على الفتيا أقلهم علما , يكون عند الرجل الباب الواحد من العلم يظن أن الحق كله فيه .
- عن الهيثم بن جميل : شهدت مالكا سئل عن ثمان وأربعين مسألة فقال في اثنتين وثلاثين فيها لا أدري .
- وروي أن الإمام مالك كان يقول : من أجاب في مسألة فينبغي قبل الجواب أن يعرض نفسه على الجنة والنار وكيف خلاصه ثم يجيب
- قال ابن وهب : سمعت مالكا يقول : العجلة في الفتوى نوع من الجهل والخرق .
- وقال الفيروز آبادي في تفسيره : ومن الأمور الموجبة للغلط أن يمتهن العلم بابتذاله إلى غير أهله , كما اتفق في علم الطب , فإنه كان في الزمن القديم : حكمة موروثة عن النبوة , فهزل حتى تعاطاه بعض سفلة اليهود , فلم يتشرفوا به بل رذل بهم .
- قال الإمام الشاطبي : كثر من يدعي العلم ويتجاسر على الفتوى فيه , فلو فتح لهم باب في مخالفة المذهب لاتسع االخرق على الراقع وهتكوا حجاب هيبة المذهب وهذا من المفسدات التي لاخفاء بها ... إذ قل الورع والديانة من كثير ممن ينتصب لبث العلم والفتوى , فلو فتح لهم هذا الباب لانحلت عرى المذهب بل جميع المذاهب .
- قال ابن رجب : وقد ابتلينا بجهلة من الناس يعتقدون في بعض من توسع في القول من المتأخرين أنه أعلم ممن تقدم , فمنهم من يظن في شخص أنه أعلم من كل من تقدم من الصحابة ومن بعدهم , لكثرة بيانه ومقاله ... وهذا من أقبح الخصال وأرداها
- وعن الشبلي أنه قال : من تصدر قبل أوانه فقد تصدى لهوانه .
- قيل لأبي حنيفة : في المسجد حلقة ينظرون في الفقه , فقال ألهم رأس ؟ قالوا لا . قال : لايفقه هؤلاء أبدا .
- قال الزاهد أبو محمد اسحاق بين أحمد مخاطبا مفتيا بغير علم : إذا جهلت الناس فمن يشهد لك بالعلم ؟ ومن أجهل منك , حيث لاتصغي لنصيحة ناصح , فمن أنت إذا ؟ فانتبه يامسكين قبل الممات , وحسن القول والعمل , فقد قرب الأجل .
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية : هؤلاء المتأخرون من المتفقهة أقل الناس علما بالحديث وأبعدهم عن ضبطه ومعرفته , ولعل أحدهم أو أكثرهم لايعرفون مظان طلب الأحاديث ولا حملها ولا نقلها ... ثم يقول : فتارة يجعلون الفتوى حديثا , وتارة تكون الكلمة محفوظة عن بعض الفقهاء , أو بعض السلف , فيجعلونها مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم , وتارة يخلطون بالحديث زيادات ليست فيه .
- نقل ابن القيم قائلا : توثب على الفتوى بعض من لاعلم له , ومد باع التكلف إليها , وتسلقه بالجهل والجرأة عليها , مع قلة الخبرة وسوء السيرة وشؤم السريرة , وهومن بين أهل العلم منكر أو غريب , فليس له معرفة في الكتاب والسنة وآثار السلف نصيب ؟!.
- نقل أبو عبد الله بن بطة مارواه الأعمش عن شقيق عن عبد الله بن مسعود : والله الذي يفتي بالناس في كل مسألة لمجنون . وقال الحكم للأعمش : لو سمعت منك هذا الحديث قبل اليوم ماكنت أفتي في كثير مما كنت أفتي فيه .
- جاء في الأثر عن أبي الحصين الأسدي قال : إن أحدكم ليفتي في المسألة لو وردت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر .
- يقول عبد الرحمن بن أبي ليلى : أدركت عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل أحدهم عن المسألة فيردها هذا إلى هذا وهذا إلى هذا حتى ترجع إلى الأول .
- سئل الإمام الشعيبي عن شئ فقال : لا أدري . فقيل له : ألا تستحي من قولك لا أدري وأنت فقيه أهل العراق ؟ فقال : لكن الملائكة لم تستحي حين قالت : قالوا سبحانك لاعلم لنا إلا ماعلمتنا إنك أنت العليم الحكيم . البقرة 32.
- يقول الشيخ ابن عثيمين : إن من أكبر الجنايات أن يقول الشخص عن شئ أنه حلال وهو لايدري ماحكم الله فيه , أو يقول عن الشئ إنه حرام وهو لايدري حكم الله فيه , أو يقول عن الشئ إنه واجب وهو لايدري أن الله لم يوجبه , إن هذه جناية وسوء أدب مع الله عزوجل .
الحمد لله الذي أرسل الرسل لهداية البشر , وختم بهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي أكمل الدين ببعثته ,فلقد جاء بالهدى ودين الحق فلا تحتاج الأمة لزيادة في الدين بل تحتاج لمعرفة الدين .
ومع تعاقب الأزمان , نبتت بين المسلمين نبتة خبيثة , رؤوس جها ل ادعوا العلم فضلوا وأضلو .
وقديما قيل : إذا كثر الملاحون غرقت السفينة .
وقال ابن حزم رحمه الله تعالى : لا آفة على العلوم وأهلها , أضر من الدخلاء فيها , وهم من غير أهلها , فإنهم يجهلون , ويظنون أنهم يعلمون , ويفسدون ويقدرون أنهم يصلحون .
إن حمى الدين قد استبيح من قبل هؤلاء الجهال الأغرار , فكان لابد من التطرق لهذا الموضوع لأهميته وخطورته ولخطر هؤلاء الجهال على الدين.
نعوذ بالله من أناس --------- تشيخوا قبل أن يشيخوا .
فعلمهم فجر كاذب وسهم خائب , فكان من الضروري صيانة الدين من جهل هؤلاء .
سيتم تناول البحث من خلال النقاط التالية :
أولا – مقدمة .
ثانيا – فضل العلم والعلماء .
ثالثا – تعريف الفتوى .
رابعا – شروط وأدوات الفتوى والفرق بين الفتوى والإجتهاد .
خامسا – حكم الفتوى بغير علم .
سادسا – أسباب الجرأة على الفتوى .
سابعا – أضرار وأخطار الفتوى بغير علم .
ثامنا – قضايا تتعلق بالفتوى .
أولا – مقدمة :
( في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما .عن النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله لايقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال , لكن يقبض العلم بقبض العلماء , فإذا لم يبقى عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا , فسئلوا فأفتوا بغير علم , فضلوا وأضلوا ).
هناك نبتة خبيثة نبتت بين المسلمين , حيث تصدر للفتوى من هم ليسوا أهلا لها فادعوا العلم وهم يتربعون أعلى مراتب الجهل .
فظهر :
من تزبزب قبل أن يحصرم .
فهؤلاء ناموا عن العلم ولم يستيقظوا لأنهم غارقون في أحلام الجهل , وفيهم قال الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى
هذا وإني بعد ممتحن بأربعة --------- وكلهم ذوو أضغان .
فظ , غليظ , جاهل , متمعلم --------- ضخم العمامة واسع الأردان .
متفيهق , متضلع بالجهل , ذو ضلع -------- وذو جلح من العرفان .
مزجي البضاعة في العلوم وإنه -------- زاج من الإيهام والهذيان .
ماعنده علم سوى التكفير ------- والتبديع والتضليل والبهتان .
( قيل لسفيان بن سعيد الثوري رحمه الله تعالى , فيمن حدث قبل أن يتأهل . قال : إذا كثر الملاحون غرقت السفينة ).
لقد استبيح حمى الدين من قبل الجهلاء الأغرار , لكنهم مثل الفجر الكاذب سريعا مايكتشف الناس قلة بضاعتهم فينصرفوا عنهم .
فلا يجوز الصمت حيال الفوضى التي تنتشر بين المسلمين بخصوص التصدر للفتوى من قبل رؤوس جهال يلبسون لبوس العلم وهو منهم براء , ولابد من الصدع بالحق ودق ناقوس الخطر بوجه أولئك المتفيقهين .
إن الذين يتصدرون للفتوى بغير علم مثل دليل الركب الجاهل بالطريق فسوف يتيه بمن معه , فالأولى الحجر على هؤلاء كما يتم الحجر على السفهاء .
( رأى رجل ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ الإمام مالك , يبكي فقال : مايبكيك ؟ فقال : استفتي من لاعلم له , وظهر في الإسلام امر عظيم ! قال : ولبعض من يفتي ههنا أحق بالسجن من السراق !)
ونجد اليوم من يقحم نفسه بالعلم والفتوى ولا يدري أنه جاهل ويقحم نفسه بما لايعنيه , ونقل أن أحد السلف قال : إذا خاض المرء بغير فنه أتى بالعجائب .
ثانيا – فضل العلم والعلماء :
أولت الشريعة إهتماما كبيرا بالعلم والعلماء من خلال نصوص القرآن والسنة .
فالعلماء هم حراس الدين وحماته من التحريف , ومن الزيادة أو النقصان , وهم صمام الأمان في الأمة , وهم حملة الرسالة بعد الأنبياء .قال تعالى ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون إنما يتذكر ألوا الألباب ).
وقال تعالى ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ).
وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم . فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر . ذلك خير وأحسن تأويلا ) سورة النساء 59.
قال عبد الله ابن عباس وبعض المفسرين والإمام أحمد بن حنبل : ألوا الأمر هم العلماء .
( وقال صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى وملائكته وأهل السموات وأهل الأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير ) .
( وقال صلى الله عليه وسلم : العلماء ورثة الأنبياء , والأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم , فمن أخذ به أخذ بقسط وافر ) .
( فعن قيس بن كثير قال : قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء وهو بدمشق فقال ما أقدمك يا أخي ؟ فقال : حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : أما جئت لحاجة ؟! قال : لا . قال : أما قدمت لتجارة ؟! قال : لا . قال : ما جئت إلا في طلب هذا الحديث . قال : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة ..... ) أخرجه الترمذي .
(وقال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ) الإسراء : 107-109
ثالثا – تعريف الفتوى :
( قال ابن الأثير : يقال أفتاه في المسألة يفتيه إذا أجابه ).
( وقال ابن منظور : يقال أفتيت فلانا رؤيا رآها : إذا عبرتها له , وأفتيته في مسألته : إذا أجبته عنها ).
( والفتوى والفتيا هي : ذكر الحكم المسؤول عنه للسائل ).
وفي الإصطلاح الشرعي : هي الجواب عما يشكل من المسائل الشرعية , والإفتاء هو إبانة الأحكام في المسائل الشرعية . وهي بيان الحكم الشرعي في مسالة من المسائل , مؤيدا بالدليل من القرآن أو السنة , أو الإجتهاد .
رابعا – شروط وأدوات الفتوى , والفرق بين الفتوى والإجتهاد والقضاء :
الفتوى هي حكم الله في المسألة , فلا بد لمن يتصدر للفتوى أن تتوفر فيه شروط ومواصفات وأدوات معينة , وقد فصل فيها العلماء :
1- الإسلام .
2- العقل .
3- البلوغ .
4- العدالة .
5- العلم الشرعي والذي قال فيه:
- الإمام الشافعي : لايحل لأحد أن يفتي في دين الله , إلا رجلا عارفا بكتاب الله , بناسخه ومنسوخه , ومحكمه ومتشابهه , وتأويله وتنزيله , ومكيه ومدنيه , وما أريد به , ويكون بعد ذلك بصيرا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم , ويعرف من الحديث مثل ماعرف من القرآن , ويكون بصيرا باللغة , بصيرا بالشعر , ومايحتاج إليه للسنة والقرآن ويستعمل هذا مع الإنصاف , ويكون مشرفا على إختلاف أهل الأمصار , وتكون له قريحة بعد هذا , فإذا كان هكذا فله أن يتكلم ويفتي في الحلال والحرام , إذا لم يكن هكذا فليس له أن يفتي .
- وقال ابن عابدين : وشرط بعضهم تيقظ المفتي من حيل البعض ودسائسهم .
- وقال صالح بن أحمد : قلت لأبي : ما تقول في الرجل يسأل عن الشيء فيجيب بما في الحديث وليس بعالم في الفقه ؟ فقال : ينبغي للرجل إذا حمل نفسه على الفتيا أن يكون عالما بالسنن ، عالما بوجوه القرآن ، عالما بالأسانيد الصحيحة ، وذكر الكلام المتقدم .
- وقال الشيخ علي محي الدين القرة داغي : وأن يكون لديه -بالإضافة إلى العلم بالنصوص الشرعية- فقه بالمبادئ الكلية والقواعد العامة لهذه الشريعة كمبادئ العدالة، والشورى، والحرية، وكرامة الإنسان، والمساواة ونحوها حتى لا يتجاوزها في اجتهاده وفتاواه.
واشترط فضيلته أن يكون لدى المفتى دراية بفقه المقاصد الشرعية بما فيها فقه المصالح والمفاسد وفقه الموازنة بينهما في حالة تعارضهما، وفقه سد الذرائع، وفقه المآلات، وأن يكون لديه فقه الميزان أو الموازين بحيث يعرف ميزان كل باب من أبواب الفقه.
وأما الفرق بين الفتوى والإجتهاد فيتلخص في :
- أن الإجتهاد مأخوذ من الجهد واستفراغ الوسع , بحيث يبذل الفقيه الوسع في نيل حكم شرعي عملي بطريق الإستنباط .
- وعرفه ابن حزم رحمه الله تعالى فقال : هو استنفاد الطاقة في طلب حكم النازلة , حيث يوجد ذلك الحكم
- الإجتهاد يكون في الأمور الظنية فقط , ولايتطرق للقطعيات .
- أما الفتوى فهي فرع عن الإجتهاد والتقليد .
- الفتوى تكون في الفرعيات والجزئيات والظنيات والقطعيات .
- الفتوى والإجتهاد غير ملزم .
- الفتوى والإجتهاد يختلفان عن الحكم القضائي الذي هو ملزم للخصمان .
- لايمكن اعتبار المفتي قاضيا .
خامسا- حكم الفتوى بغير علم :
قلنا الفتوى ترتبط بدين الله تعالى , ولابد ان يعلم من يتصدر للفتوى والناس حكم من يفتي بغير علم .
يقول الله تعالى ( مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) فليستحضر من يتصدر للفتوى أن كل كلمة مسجلة .
وقال تعالى ( قل إنما حرم ربي الفواحش ماظهر منها ومابطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل سلطانا وأن تقولوا على الله مالا تعلمون )
ولايتقول على الله إلا جاهل مغرور , وهنا قرن الله بين القول بغير علم وبين الشرك .
وقال تعالى ( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين )
فالذين يسرعون في الفتوى دون تثبت ولا علم فسيسود الله وجوههم يوم لاينفع مالا ولا بنون .
وقال تعالى ( فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون ).
وقال تعالى ( قل إن الذين يفترون على الله الكذب لايفلحون ) .
وقال تعالى ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لايفلحون ).
وقال تعالى ( ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء مايزرون ).
وقال تعالى ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى و لاكتاب منير ).
فكلها آيات فيها الوعيد الشديد لمن تصدر للفتوى بغير علم .
( روى الترمذي والنسائي.عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , فشخص ببصره إلى السماء ثم قال : هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لايقدروا منه على شئ , فقال : زياد بن لبيد الأنصاري كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن , فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا فقال : ثكلتك أمك يازياد إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة , هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم) .
وللسلف رحمهم الله تعالى اقوال فيمن تجرأ على الفتيا وهو لايحمل بضاعتها :
- عن أيوب قال : رأيت أعلم الناس بالقضاء والفتوى أشدهم منه فرارا وأشدهم منه فرقا , وأعماهم عنه أشدهم مسارعة إليه .
- قال مالك رحمه الله . قال قاسم بن محمد : لأن يعيش الرجل جاهلا خير له من أن يقول على الله مالايعلم . فقال مالك : هذا كلام شديد , ثم ذكر في ذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه في ذلك الزمان : لا أدري .
- عن ابن عيينة وسحنون بن سعيد قالا : أجرا الناس على الفتيا أقلهم علما , يكون عند الرجل الباب الواحد من العلم يظن أن الحق كله فيه .
- عن الهيثم بن جميل : شهدت مالكا سئل عن ثمان وأربعين مسألة فقال في اثنتين وثلاثين فيها لا أدري .
- وروي أن الإمام مالك كان يقول : من أجاب في مسألة فينبغي قبل الجواب أن يعرض نفسه على الجنة والنار وكيف خلاصه ثم يجيب
- قال ابن وهب : سمعت مالكا يقول : العجلة في الفتوى نوع من الجهل والخرق .
- وقال الفيروز آبادي في تفسيره : ومن الأمور الموجبة للغلط أن يمتهن العلم بابتذاله إلى غير أهله , كما اتفق في علم الطب , فإنه كان في الزمن القديم : حكمة موروثة عن النبوة , فهزل حتى تعاطاه بعض سفلة اليهود , فلم يتشرفوا به بل رذل بهم .
- قال الإمام الشاطبي : كثر من يدعي العلم ويتجاسر على الفتوى فيه , فلو فتح لهم باب في مخالفة المذهب لاتسع االخرق على الراقع وهتكوا حجاب هيبة المذهب وهذا من المفسدات التي لاخفاء بها ... إذ قل الورع والديانة من كثير ممن ينتصب لبث العلم والفتوى , فلو فتح لهم هذا الباب لانحلت عرى المذهب بل جميع المذاهب .
- قال ابن رجب : وقد ابتلينا بجهلة من الناس يعتقدون في بعض من توسع في القول من المتأخرين أنه أعلم ممن تقدم , فمنهم من يظن في شخص أنه أعلم من كل من تقدم من الصحابة ومن بعدهم , لكثرة بيانه ومقاله ... وهذا من أقبح الخصال وأرداها
- وعن الشبلي أنه قال : من تصدر قبل أوانه فقد تصدى لهوانه .
- قيل لأبي حنيفة : في المسجد حلقة ينظرون في الفقه , فقال ألهم رأس ؟ قالوا لا . قال : لايفقه هؤلاء أبدا .
- قال الزاهد أبو محمد اسحاق بين أحمد مخاطبا مفتيا بغير علم : إذا جهلت الناس فمن يشهد لك بالعلم ؟ ومن أجهل منك , حيث لاتصغي لنصيحة ناصح , فمن أنت إذا ؟ فانتبه يامسكين قبل الممات , وحسن القول والعمل , فقد قرب الأجل .
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية : هؤلاء المتأخرون من المتفقهة أقل الناس علما بالحديث وأبعدهم عن ضبطه ومعرفته , ولعل أحدهم أو أكثرهم لايعرفون مظان طلب الأحاديث ولا حملها ولا نقلها ... ثم يقول : فتارة يجعلون الفتوى حديثا , وتارة تكون الكلمة محفوظة عن بعض الفقهاء , أو بعض السلف , فيجعلونها مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم , وتارة يخلطون بالحديث زيادات ليست فيه .
- نقل ابن القيم قائلا : توثب على الفتوى بعض من لاعلم له , ومد باع التكلف إليها , وتسلقه بالجهل والجرأة عليها , مع قلة الخبرة وسوء السيرة وشؤم السريرة , وهومن بين أهل العلم منكر أو غريب , فليس له معرفة في الكتاب والسنة وآثار السلف نصيب ؟!.
- نقل أبو عبد الله بن بطة مارواه الأعمش عن شقيق عن عبد الله بن مسعود : والله الذي يفتي بالناس في كل مسألة لمجنون . وقال الحكم للأعمش : لو سمعت منك هذا الحديث قبل اليوم ماكنت أفتي في كثير مما كنت أفتي فيه .
- جاء في الأثر عن أبي الحصين الأسدي قال : إن أحدكم ليفتي في المسألة لو وردت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر .
- يقول عبد الرحمن بن أبي ليلى : أدركت عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل أحدهم عن المسألة فيردها هذا إلى هذا وهذا إلى هذا حتى ترجع إلى الأول .
- سئل الإمام الشعيبي عن شئ فقال : لا أدري . فقيل له : ألا تستحي من قولك لا أدري وأنت فقيه أهل العراق ؟ فقال : لكن الملائكة لم تستحي حين قالت : قالوا سبحانك لاعلم لنا إلا ماعلمتنا إنك أنت العليم الحكيم . البقرة 32.
- يقول الشيخ ابن عثيمين : إن من أكبر الجنايات أن يقول الشخص عن شئ أنه حلال وهو لايدري ماحكم الله فيه , أو يقول عن الشئ إنه حرام وهو لايدري حكم الله فيه , أو يقول عن الشئ إنه واجب وهو لايدري أن الله لم يوجبه , إن هذه جناية وسوء أدب مع الله عزوجل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أشكرك على المشاركة ,سيتم نشر التعليق بعد تدقيق مضمونه .
(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)