الخميس، نوفمبر 05، 2009

حادثة الإفك تتجدد في حياتنا ...

بسم الله الرحمن الرحيم


إتهام الناس هو أبلغ الكذب وأسوأ الإفتراء،ويكلف النفوس الطاهرة النقية آلاماً لا تطاق، وتنشر في المجتمع الشك والقلق والفتنة .


يقول الله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ *لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ *لَوْلا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُولَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ *وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ *إذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ *وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * َعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين *وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ *وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ * يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ *إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ *يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ*)سورة النور – 11-25
قبل الدخول في مضمون المقالة أود تثبيت بعض النقاط خشية الإصطياد في الماء العكر من قبل ضعاف النفوس وقادة الفتنة الذين أصبحوا معروفين في المجتمعات التي تعاني من قلة في أهل العلم , كما هو الحال في الدول الأوربية , حيث تنتشر الجمعيات والمراكز الإسلامية , بينما لانجد في معظمها أهل علم وتخصص يقودون هذه المراكز, وأغلب مانراه شخصيات تتسلق على أكتاف الدعوة كما تتسلق النباتات الطفيلية .
1- أحاول في هذه المقالة تركيز الضوء على سلوك بعض المفترين والأفاكين ومروجي الشائعات والكذب , ممن ابتليت بهم الدعوة في أوربا ,وأخص هنا السويد – مدينة أوربرو ( Örebro ) بالذات , حيث تنتشر فيها بعض الطفيليات المتسلقة على أكتاف الدعوة .
2- سترد بعض الكلمات والمصطلحات فليس المقصود هو التعميم بل المقصود بالضبط أولئك الذين يتسترون خلف تلك المصطلحات واللافتات والأسماء وهم يعرفون أنفسهم, ومما لاشك عندي أنهم عندما سيقرأون تلك المقالة سيشعرون بالخجل والخزي لتصرفاتهم التي لاتمت للمنهج الإسلامي بصلة .
ان الأفاعي و ان لانت ملامسها ...... عند التقلب في أنيابها العطب
أما حفظة كتاب الله والدعاة وأهل العلم الصادقين فلهم كل مودة ومحبة واحترام وهم من أتقرب إلى الله بمحبتهم .
3- قد يسأل أحدهم وماهي مناسبة هذا المقال , وحتى لايبقى أحد في حيرة أقول :
أبتليت مدينة أوربرو(Örebro ) في السويد ,بانتشار ظاهرة الإفتراء والكذب ونشر الشائعات والفتن , من قبل أشخاص يتخذون الدعوة حرفة لهم لتحقيق أجندة لاعلاقة لها بالدعوة لامن قريب ولا من بعيد , تجدهم يتسترون خلف بعض اللافتات مثل : الشيخ فلان , الداعية فلان , الحافظ لكتاب الله فلان , ومنهم من يقوم بتعليم الأطفال لكتاب الله , وطبعا هكذا يصفهم من يؤيدهم , ( ومن يمدح العروس غير أهلها)
هؤلاء الأتقياء الأنقياء , فطاحل زمانهم , وفرسان الحلبة ,ونقطة المركز , ومقياس إيمان الآخرين , أصغرهم يعتبر نفسه حبر وفهامة , قدس الله سرهم , وكل واحد منهم يحتاج لخرزة زرقاء مع حجاب خشية أن يصابوا بالحسد , تذكرني كثرة ألقابهم بزعماء بلادنا حيث تجد للزعيم الواحد العديد من الألقاب التي يطلقها عليهم بطانة السوء التي من حولهم , ليصبح الزعيم صنما بشريا له كل القداسة والعصمة .
وصدق أبو البقاء الرندي عندما قال :
أينَ الملوكُ ذووا التيجان من يَمَنٍ ---------- وأينَ منهم أكاليلٌ وتيجانُ؟


وأينَ ما شَادهُ شدادُ في إرمٍ ؟---------- وأينَ ماساسهُ في الفرسِ ساسسانُ


وأينَ ما حازهُ قارونُ من ذهبٍ---------- وأينَ عادٌ وشدّاد وقحطان؟


أتى على الكل أمرٌ لا مَردّ لهُ ---------- حتى قضوا فكأنّ القومَ ما كانوا
وآخر يقول :
ألقـاب مملكـة فـي غـير موضعهـا ---------- كـالهر يحـكي انتفاخـا صولـة الأسد.


عندما يجلس أحدهم في مجلس ما فتجده زعيم المنظرين عن حرمة إتهام المسلم بتهم تخرجه من الملة , لكن ما إن تختلف معه , حتى يبدأ بنفث السموم عليك فلا يترك تهمة إلا ويلصقها بك :
فإن كنت مسؤول في مركز إسلامي أو جمعية ما : فأنت بنظره لص وسارق ومزور , بل أنت مجرد ضابط مخابرات موجود فقط لضرب العمل الإسلامي .
وإن وافقته ثم تبين لك أنه لايمكن الإستمرار في الموافقة وتبدت لك أمور جعلتك تغير رأيك, فتصبح في نظره خائن ولا وفاء عندك , ولا يجوز التنسيق معك مستقبلا , كما يجب تحذير الناس من خطرك.
وإن انتقدت بعض سلوكياته ومواقفه : فيشن عليك حملة شائعات وكذب وافتراء , ويختلق القصص والمواقف.
وآخر عندما يتحدث وكأنك أمام شيخ الإسلام , لكنه باع عقله لغيره , فهو تابع ولا شخصية له , ويردد مايقال له كالببغاء , يقولون له : فلان مخابرات وجاسوس ويكتب تقارير ,فيبصم لهم دون مراجعة , ثم يقوم بنشر ذلك بين الناس .
وسيأتي وقت وهو ليس ببعيد وينكشف هؤلاء على حقيقتهم فتسقط الأقنعة عن وجوههم , فيعرف الناس كم كانوا مخدوعين بتجار الدعوة !!!


قد يقول قائل , لماذا لاتخفف من حدة الصراحة , فهي تزعج البعض , وخشية أن تحمل ما لا تحتمل , أو يستغلها مرضى العقول والقلوب وممن يعانون من إسهال دائم في الفتن والكذب والإفتراء .
إن من يسير في درب الحق يوطن نفسه على مايصيبها من الأذى .
كما أنني لست مسؤول عن شخص يبحث عن صيد ثمين حسب إعتقاده ليغطي به خبثه وخسته وحقيقته الكريهة.
فمريص القلب والعقل تجرحه الصراحة والحقيقة .
إنني صاحب مبدأ , ولست موسميا ولا طارئا , وفهمي للمبدأ والصراحة , يجعلني لا ألتفت لمن يطلق الرصاص الخلبي ( فشنك ) أو القنابل الصوتية .
وبدل أن يطالبني البعض بتخفيف حدة الصراحة وهم مشكورين على نصيحتهم والشكر فقط للمخلصين الصادقين في النصيحة وأعرفهم جيدا ,لا كما يفعل البعض بحجة النصح يفترون ويكذبون .
فعلينا أن نتحمل جميعا المسؤولية ونواجه تلك الظواهر المتفشية في مدينة أوربرو .
وهناك من يقول , لماذا لانناقش هذه الأمور في غرف مغلقة , فأقول هذه الظواهر أصبحت واضحة جلية في العيان ولابد من طرحها في العيان .
ثم إلى متى نبقى صامتين ونحن نقول لنصبر ونتحمل خشية الفتنة , مئات السنين من الصمت خشية الفتنة فماذا كانت النتيجة ؟
فكلما صمتنا كلما تمدمد المتسلقين في ساحة الدعوة .
لذلك لابد من صرخة قوية بوجه هؤلاء : قفوا وكفاكم عبثا بالدعوة .
عندما نقدس الأشخاص على حساب المبادئ ...
عندما يصبح الدين والدعوة حرفة للمتسلقين ...
عندما يتقدم الجاهل ...
عندما يتفلسف الرؤوس الجهال ...
عندما يتحدث الرويبضة ...
عندها يصبح ...
الصمت خيانة .
والسكوت جبنا .
هذا باختصار سبب هذه المقالة .


دعونا نعود بالذاكرة لمجتمع المدينة ونستحضر أفظع حادثة مست شرف وعرض حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وأمنا عائشة رضي الله عنها وأبوها الصديق رضي الله عنه والصحابي الجليل صفوان بن المعطل .
لقد مكث مجتمع المدينة بأكمله شهراً كاملاً وهو يصطلي نار تلك الفرية، ويتعذب ضميره وتعصره الإشاعة الهوجاء، حتى تدخل الوحي ليضع حداً لتلك المأساة الفظيعة. وليكون درساً تربوياً رائعاً لذلك المجتمع، ولكل مجتمع مسلم إلى قيام الساعة، وصدق الله القائل في محكم التنزيل :
( لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ).
(وثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع(.
عندما يحمل وينشر الإنسان كل مايسمع دون تثبت ولا تبين , فعندها يصبح ضروريا أن نستشعر أجواء حادثة الإفك وما ولدته من أجواء القلق والبلبلة والفتنة والتي مازال المسلمون إلى اليوم يعانون من سلبيات تلك الجريمة بحق أطهر وأشرف الناس .
نستشعر الألم الشديد الذي أصاب الصديق رضي الله عنه , مما جعله يقول : والله مارمينا بهذا في الجاهلية .. أفنرمى به في الإسلام ؟
كلمة تحمل كل معاني الألم والمرارة .
فما أتعس الذين يتهمون الأبرياء ويقلقونهم بتلك التهم التي تخرج المسلم من الملة , بل ينغصون عليهم حياتهم.
فما أتعس هؤلاء الذين يستمرون في خداع الناس وهم يتسترون خلف لافتات الدعوة والعمل لدين الله وتعليم كتاب الله , ما أتعسهم وما اشد ندمهم يومئذ , يوم يقفون أمام الله يحاسبهم على هذه الجريمة النكراء .
إن هؤلاء المخادعون لا يعملون إلا في الظلام وفي الخفاء ، إنهم لا يستطيعون تحمل النور، ولا يستطيعون المواجهة لذلك تراهم يتخفون خلف شاشات الأنترنت لينفثوا سمومهم وشائعاتهم من خلال رسائل يرسلونها هنا وهناك , وتارة تحت حجة أنهم ناصحين . !!!
عجيب منطقهم , فعندما تنتقد سلوكهم وتصرفاتهم فتقوم قيامتهم , وكأنهم أنبياء وملائكة معصومين , وعلى الناس أن تقدم لهم آيات الولاء والطاعة كما يفعل المتصوفة المنحرفين عندما يجثون على الركب أمام مشايخهم ويقبلون الأيادي والأرجل !!!


هاهو الصحابي الجليل صفوان بن المعطل , يسمع ماانتشر بين الناس من شائعة خيانته للنبي صلى الله عليه وسلم في زوجته , ومن شدة ألمه وضيق نفسه يقول : سبحان الله ! والله ماكشفت كتف ابنتي قط , وهو يعلم أن حسان بن ثابت يروج لهذا الإفك والإفتراء عليه , فلم يتمالك نفسه , فذهب وضرب رأس حسان بالسيف ضربة كانت تودي به .
لانستغرب من تصرف صفوان , فالدافع هو حجم الظلم الذي تعرض له , وهذا دليل على مدى الألم الذي تجاوز كل الحدود , وأصبح خارج إطار طاقة وتحمل صفوان .
إن إتهام مسلم مؤمن موحد بتهمة الجاسوسية ظلم كبير, وخسة وندالة , وجبن وقلة دين , وعندما يقوم المظلوم بالدفاع عن نفسه فنلومه وننسى المجرم الحقيقي .
وهنا تحضرني هذه الحادثة : ففي أحد المؤتمرات الدولية حول عقوبة الإعدام وضرورة إلغائها , فانقسم المؤتمرون فريقين , أحدهم مع الإلغاء وفريق ضد الإلغاء , فتقدم أحد رجالات القانون قائلا : ياسادة لاتنظروا إلى المشنوق وهو يتدلى من حبل المشنقة , ولكن إنظروا إلى تلك العائلة التي تسبح في بركة من الدماء بعد أن قام هذا المجرم بذبح كافة أفرادها .!!!
فليعلم الذين يقعون في أعراض الناس وسمعتهم , أنهم يشعلون نار الفتنة والظلم , ويدفعون المظلوم للدفاع عن نفسه وسمعته وكرامته .


كان الأولى بمن ينشر الكذب ويفتري على الغير ويتهم بتهم خطيرة مثل الجاسوسية ,وخاصة من أشخاص يقدمون أنفسهم على أنهم حفظة لكتاب الله , وأنهم يعملون لخدمة كتاب الله وأشك في ذلك, لأنني عرفت حفاظ كتاب الله فعرفت فيهم التقوى والورع,كان الأولى بهؤلاء قبل نشر تلك الشائعة وهذه الفرية أن يقوموا بالتالي :
1-. أن يتم تقدم حسن الظن بأخيه المسلم، وأن ينزل أخاه المسلم بمنزلته, وفي ذلك يقول الله تعالى:
(لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا )
2- أن يطلب الدليل:
( لَوْلا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء )
3- أن لا يتحدث بما سمعه ولا ينشره؛ فإن المسلمين لو لم يتكلموا بمثل هذه الشائعات لماتت في مهدها، ولم تجد من يحييها إلا من المنافقين:
( وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ)
4- أن يرد الأمر إلى أولي الأمر، ولا يشيعه بين الناس أبداً، وهذه قاعدة عامة في كل الأخبار المهمة، والتي لها أثرها الواقعي، كما قال تعالى:
(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) النساء - 83
وأعتقد مثل هذه الأمور لايفقهها إلا حفظة كتاب الله حقيقة , لامن يستخدم ذلك ستارة يختفي خلفها , ليخفي حقيقة خبثه وحقده , وليعلم كل فتان وفاقد للمروءة , أنه لو وضع كل مساحيق التجميل فلن يتمكن من إخفاء قبحه وحقيقته المريضة .
لكن سنة الله لاتتغير ولا تتبدل ,فعين المظلوم لاتنام , وأولا وقبل كل شئ : الله رقيب , فالمظلوم مهما طال الظلم الواقع عليه , فلا بد أن يأتي الوقت وتنجلي الأمور وتنكشف حقيقة الظالم .
فيا أيها المظلوم , يا أيها المتهم , إصبر فالله ناصرك , وسينفضح أمر الظالم وتكون له سوء العاقبة .


أما المؤمن الذي وعى وفقه معنى التثبت فلا يجري خلف قالوا وسمعت ....وووو فدينه وتقواه تمنعه من الخوض في أعراض المسلمين .
أما ذلك الدعي الذي يقول أنه حافظ لكتاب الله تعالى , وأنه يعلم الأطفال كتاب الله , فهو كذاب فتان , مخادع يتسلق باسم الدين , وهو مرتزق يرتزق باسم الدعوة ,. فهو يختفي خلف بعض اللافتات والجمعيات والمؤسسات , وهو عبارة عن لسان يتلقى عن لسان بلا تدبر ولا ترو ولا فحص ولا تثبت ولا تبين ولا إمعان , حتى إن مايسمعه لايمر على أذنيه , ولا يتأمله رأسه , ولا يتدبره قلبه .
(إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ )
فيا أيها الناشر للشائعات والتهم والمتكلم بها , يا من تدعي أنك تحفظ كتاب الله , ويامن تمارس لعبة الخداع والضحك حتى على الأطفال , ألم تقرا قول الله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ*يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ)
نشر الشائعات واتهام الغير , جريمة بشعة تتمثل في خسة نوع التهمة .
قيل قديما : بإمكان النسر أن يهبط إلى الأرض ليقف بجانب الدجاجة (والذين ينشرون الشائعات هم الدجاج ) لكن من المستحيل أن تحلق الدجاجة لتقف بجانب النسر .
مثل هؤلاء المفترين والكذابين ومدعي العلم والمعرفة , كمثل حمار بني إسرائيل :
(مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) سورة الجمعة – 5.

هناك تعليقان (2):

  1. هؤلاء حصفاء عصرهم وزمانهم .. مع ملاحظة أن زمنهم زمن الورق فقط، بدون أي حبر.

    تجدهم يهللون وينفخون في أنفسهم ويجعلون ألقاب لهم وتابعين يهللون لهم ويساعدوهم في الترويج، مع ملاحظة أخي في الله أن هذه الحالة التي وصفتها في السويد موجودة في عالمنا العربي بأضعاف وقد كثرت ترهاتها جدا، ولكن هذا حال نهاية الزمان،

    يكون الشريف فينا أدنى القوم، والجهلاء والمدعين من علية القوم.

    يارك الله فيك أخي في الله وسدد خطاك على هذه الغيرة على دينك وحفظك الله.

    ردحذف
  2. بارك الله فيك حيث أحسنت الوصف .

    ردحذف

أشكرك على المشاركة ,سيتم نشر التعليق بعد تدقيق مضمونه .
(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)